ستة على ستة

ما بعد مفاوضات الفرصة الأخيرة؟

| عطا السيد الشعراوي

رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتبع نهجًا مغايرا لسلفه ترامب فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وأعطى إيران فرصة ذهبية لتعود إلى الحوار والتفاوض للتوصل إلى نهاية مرضية لكل الأطراف وإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ورغم أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أعلن بوضوح منذ بداية توليه السلطة في طهران في أغسطس الماضي أنه سيعمل جاهدًا على “تحرير بلاده من عبء العقوبات”، ورغم أن معظم دول أوروبا توفر غطاءً دبلوماسيًا وحماية تفاوضية لتدفع طهران إلى الجدية والواقعية في التفاوض والحوار، إلا أن المتتبع لجولات المباحثات بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي يلحظ أنها تتسم بالجمود أو حتى التراجع بنكوص إيران عن التزاماتها ومحاولاتها فرض شروط للاستمرار في التباحث، وبدا واضحًا تمامًا أن التفاوض هدف لإيران وليس وسيلة للوصول لحل جذري ونهائي لقضيتها النووية. آخر سلسلة حتى الآن في هذا التفاوض هي الجولة الثامنة بعد أن تم استئناف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في 27 ديسمبر 2021م، وسط حالة من الإحباط المسيطرة على القوى الغربية التي وصفت هذه المفاوضات بأنها مفاوضات الفرصة الأخيرة لطهران، وأنها لن تستمر سوى أسابيع وليس شهورا بعد أن اتضح لها أن إيران تسعى فقط لكسب الوقت، حيث لم تعد لديها إلا شهور قليلة للوصول للقنبلة النووية وفقا لكثير من التقديرات . بينما إيران تتمسك بموقفها المتمسك بالمفاوضات غير المباشرة مع واشنطن، وبضرورة رفع جميع العقوبات الاقتصادية كشرط لتقليص البلاد برنامجها النووي . أما إسرائيل التي دخلت على الخط بقوة وبوضوح أكثر من أية مرحلة سابقة، فقد دعت على لسان وزير دفاعها بيني غانتس القوى العالمية لعدم السماح لإيران بإهدار الوقت في المحادثات النووية في فيينا، وهناك تقارير وأنباء عن استعدادات للخيار العسكري. وفي واشنطن تحذيرات من أنها لن تسمح لطهران باعتماد هذا الموقف لفترة طويلة، مؤكدة أن خطة بديلة لا تزال خطوطها غير واضحة قيد الإعداد.