ما وراء الحقيقة

المشكلة بالسودان

| د. طارق آل شيخان الشمري

ما هي مشكلة السودان في ظل ما يحدث بهذا البلد العربي من مظاهرات وتجمعات وتهديدات ومصادمات سالت فيها دماء مع الأسف في بعض أقاليم السودان؟ اختصارا لوقت القارئ وتوصيل المعلومة له بكل وضوح، نستطيع القول إن مشكلة السودان في نقطتين. النقطة الأولى هي قضية أمنية قد تخرج منها قضايا فرعية لكن في مجملها ترتبط بالأمن. والقضية الأمنية قضية تؤرق ليس السودانيين فحسب، بل كل إنسان عربي مخلص لعروبته الإسلامية، وهي مع الأسف تضاف إلى سلسلة الآلام والجروح وإراقة الدماء المستمرة في وطننا العربي كسوريا والعراق وليبيا ولبنان، وطبعا المسؤول عن هذه الدماء هم الصفويون والعثمانيون والإخوان المسلمون وكل ديكتاتوري متحالف معهم. إن ما يحدث من صدامات يتقاتل بها الإخوة فيما بينهم وتسيل فيها الدماء وتصبح النساء أرامل والأطفال أيتاما، شيء لا يمكن للسودانيين السكوت عليه، بل حتى العرب أيضا ممثلين بجهود الجامعة العربية، لكن علينا أولا أن نحدد المسؤول عن استمرار ذلك الأمر حتى الآن، والمسؤول الأول عن استمرارية تلك المأساة كان نظام البشير المتحالف مع الإخوان، فهذا النظام جمد على قلوب السودانيين ثلاثين عاما، وهو نظام يعيش على إفقار الشعب وسرقة مقدراته والفتنة بين شرائحه، وحاليا وفي كل مرة تهدأ الأمور بين الإخوة ويتم الصلح بينهم، يتم تحريض بعض الأطراف لتعود المصادمات مرة أخرى بينهم، وتلك المصادمات تسبب عدم استقرار السودان، وتستنزف مقدراته وجهوده في بناء السودان الجديد، في الوقت الذي تسعى فيه بعض الأطراف الخارجية لاستغلال السودان وابتزازه.