“محمد بن سلمان”.. عزم واحد

| محمد العثمان

المسؤولية الملقاة على كاهل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية كبيرة جدًا، ولو كانت تلك المسؤولية في حجم بلاده فقط؛ لكفى أن يقال إنها كبيرة جدًا، كيف والمسؤولية أكبر من ذلك؟ حيث تعدت تلك المسؤولية “الأرض المباركة” إلى جيرانها، والذين في المقام الأول يعتبرهم ولي العهد السعودي “أعزاء على قلوبنا” و”صحيح أننا نريد أن ننهض بالمملكة، لكن ذلك ليس بمعزل عن نهوض دول المنطقة معنا، ونريدهم متميزين”، ومن هذا المنطلق والمنطق فإن ذلك يعني الكثير للجيران؛ دولاً وشعوبًا. إن بركة الآباء والأجداد المؤسسين والتي يسير على هديها مجلس التعاون الخليجي ودوله كانت داعمة للمراحل المنصرمة من عمر “المجلس”، ومع التطوير الحالي ستواكب سرعة المتغيرات وحجم المخاطر في المراحل القادمة، فهي بحاجة إلى إيقاع سريع يساير روح العصر، والذي يتسم بإيقاع سريع وقرارات شجاعة. إن العالم أجمع ودع عصر الشعارات البراقة، والملاحظ أننا في “الخليج” نعيش الآن مرحلة تحديات مصيرية، اقتصادية وسياسية... إلخ، وهي مرحلة تتطلب شخصيات شجاعة لديها رؤية واضحة لما تريد أن تكون عليه في المستقبل. الأمير “محمد بن سلمان” لديه هذا الوضوح في الطموح والشجاعة اللازمة لمواجهة التحديّات المستقبليّة؛ وقد عبّر عن ذلك علنًا في أكثر من مناسبة، ولعل آخرها كان في الزيارات الثنائية لدول “المجلس”. صناعة الفارق في مسيرة مجلس التعاون الخليجي ستأتي مع بلورة عمل وحدوي على أرض الواقع يواجه به المجلس التحديات الخارجية من جهة، ويشعر به ويلامسه على أرض الواقع أبناء “المجلس” من جهة أخرى. إن كل ما هو مطلوب من الدول الخليجية أن تمضي قدمًا نحو آفاق أرحب لتحقيق أهداف مجلس التعاون الخليجي في الوحدة الخليجيّة؛ اقتصاديًا وسياسيًا وترجمة ذلك إلى مشاريع واقعية، حيث بات من المهم جدًا أن يواجه المجلس هذه التحديّات بـ “عزم واحد”.