زبدة القول

رسالة إلى الأب رشوان توفيق

| د. بثينة خليفة قاسم

رشوان توفيق فنان حساس وجميل صنع لنفسه تاريخا رائعا من خلال الأدوار التي قام بها، وجسد خلالها بصدق كبير شخصيات ومبادئ ومشاعر إنسانية نبيلة.. رشوان توفيق بعد كل هذا التاريخ من الفن الرفيع الراقي لا يملك من حطام الدنيا سوى هاتفه النقال الصغير بعد أن أخذ منه كل ما يملك. دموع الرجل الكبير هزت قلوبنا بعد أن أعلن أن ابنته وزوجها وحفيده من ابنته قد رفعوا عليه دعوى حجر بالمحكمة لكي يمنعوه من التصرف في أمواله ظنا منهم أن لديه أموالا.. وليست القضية هنا امتلاكه أو عدم امتلاكه المال، فالمال في كل الأحوال هو ماله الذي تعب فيه وجناه من عرقه، وليس لأحد أي حق فيه سوى بعد رحيله عن دنيانا التي باتت قاسية بحق بسبب قصص العقوق التي يتخلى فيها الأبناء عن بر والديهم من أجل المال. القضية هي العقوق المؤلم الذي جلب هذه الدموع وهذا الإحساس بالموت لأب حنون لا يزال على قيد الحياة، ما هذا الزمن العجيب الذي نسي فيه الأبناء والبنات قول الرسول صلى الله عليه وسلم “أنت ومالك لأبيك”. لقد انقلب الحال تماما فبدلا من أن يكون جهد الأبناء وعرقهم حق للأب، خصوصا عندما يشيب ويقعده المرض، نجد الأبناء يتعجلون موت الآباء والأمهات ليرثوهم وإذا تأخر الموت يلجأون للمحاكم للحجر عليهم. لم يعد في مساحتي هنا إلا أن أرسل من بعيد، من الخليج العربي، قبلات أضعها على جبين ورأس ويدي هذا الفنان العظيم المكلوم، وأقول له لا تبتئس ولا تبكي، ففنك العظيم خلق لك بنات كثيرات. التوقيع: ابنتك بثينة خليفة قاسم من مملكة البحرين.