زبدة القول

المهم أن يبقى السودان

| د. بثينة خليفة قاسم

انتابنا القلق حول مستقبل السودان الشقيق في ظل الأحداث والخلافات الموجودة والتي كانت تزداد يوما بعد يوم، وكلما تفاءلنا بأن عقدة ما قد حلت، تولد عقدة جديدة، وهو ما يجعلنا على قناعة بأن أي اتفاق حتما سيكون مرفوضا من قبل طرف أو أطراف من مكونات الشعب السوداني، بما فيه من آيديولوجيات وتوجهات كثيرة. وهنا يكمن الخوف على وحدة البلاد وبقائها في ظل ما جرى لدى دول عربية أخرى، ولننظر إلى ليبيا مثلا. طبيعي أن تجد ضمن الشعب السوداني من يعترض على الإجراءات التي أبعدت السيد حمدوك عن المشهد، وطبيعي أيضا أن تجد ضمن الشعب السوداني من يعترض على عودة السيد حمدوك، بل من الطبيعي أن يتم الاعتراض على أية صياغة لأي اتفاق أو أي حل طالما أن مصلحة كل فريق مقدمة على مصلحة الوطن وطالما أن كل فريق لا يريد أن يمشي ناحية الفريق الآخر ويلتقي معه في منتصف الطريق. ماذا تفيد النظريات والتنظيرات والديمقراطية والحرية التي يتحدث عنها الجميع إذا ما دخل السودان في نفس النفق الذي دخلته دول عربية أخرى ولم تخرج منه حتى الآن؟ ستقولون لي كما قلتم من قبل.. أنت لا تعرفين شيئا عن الشأن السوداني وتعقيداته، وأنا أقول إنني أعرف ما جرى حولكم، وأتذكر أن جميع الموجودين في النفق حتى الآن قالوا مثلما تقولون الآن! فجميعهم تحدثوا عن الحرية والديمقراطية وكلهم حاولوا شطب بعضهم البعض، وكلهم استخدموا كلاما مليئا بالوطنية وحب الوطن وتحدثوا باسم الشعب، لكنهم آذوا الوطن بعدم اتفاقهم على شيء.