مَن يدفع ثمن تغير المناخ

| عبدعلي الغسرة

إن التغير في ارتفاع درجة الحرارة في العالم سببه النمو السريع في الاقتصاد العالمي وأنماط الاستهلاك المرتفعة، فمنذُ 1975م ترتفع درجة الحرارة (0.15 ــ 0.20) درجة مئوية كل عشر سنوات، وهذا ينعكس على ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات وسوء الطقس، ويزداد بسببه غضب الطبيعة من تصحر وفيضانات وأعاصير وحرائق الغابات، ولن تستطيع أية دولة أن تهرب من هذه الانعكاسات، هذا إن لم يحصل لها الأسوأ، إلا إذا حققت قفزة نوعية في الالتزام بتقليل انبعاث الغازات والاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة الطبيعية المتجددة، وصولًا لتصفير الانبعاثات حتى 2070م.

ووفقًا لهيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ إذا استمر هذا المسار الحالي فالمتضرر الأكبر الدول الفقيرة، وإذا حدثت موجات مناخية متطرفة ستحدث آثار سلبية وتأثيرات اقتصادية تنعكس على ديمومة الحياة والموارد المائية والبيئية والحيوانية، وفي القدرة على إنتاج الغذاء وعلى الصحة العامة للأفراد. وقد حذرت منظمة “اليونسيف” بأن “الأحداث المناخية القاسية في جميع أنحاء العالم والتي باتت تهدد الأطفال ومستقبلهم، كونهم الأكثر ضعفًا”، وأضافت أنه “يمكن أن تساهم هذه الأحداث المناخية بإصابة الأطفال بأمراض سوء التغذية والملاريا والإسهال”، وأشارت بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن ما حدث من موجات حرارية وجفاف وحرائق برية وفيضانات وانزلاقات أرضية نتجت عنها إصابات وخسائر بالأرواح وأضرار بيئية وخسائر في سُبل العيش.

على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات ملموسة لحماية مستقبل جميع الناس عند ارتفاع الظواهر الجوية القاسية التي يحركها المناخ “كتعزيز النظم والخدمات الصحية للاستجابة لتغير المناخ والظواهر الجوية الأكثر تكرارًا، وزيادة نشر اللقاحات، والتركيز على البناء المرن للكوارث، وتوفير الخدمات التعليمية في أعقاب حدوث هذه الظواهر، وزيادة الاستثمار في الخدمات الزراعية والماء والصرف الصحي، وحماية اللاجئين المتضررين، وتزويد الطلبة والشباب بالتعليم والتدريب في مجال تغير المناخ، والعمل على الحد من مخاطر الكوارث”.

من التحديات البيئية التي تؤثر في الإنسانية تغير المناخ، فالأمر يتطلب من جميع الدول والشركات والمصانع المنتجة أن تخفف بدايةً من حدة إنتاج وإفراز الغازات الدفينة ورصد آثارها السلبية وصولًا إلى تحقيق التحدي الصفري لها، فمشكلة تغير المناخ عالمية وتحتاج إلى التآزر والدعم المادي والعلمي والتقني من الجميع، والعمل معًا لإيجاد حلول طويلة الأمد لتداعيات تغير المناخ.