العِلم لصالح السلام والتنمية

| عبدعلي الغسرة

يعتمد تطوير المجتمع وتقدمه على العِلم، وكُلما تعلم الناس تقدمت مجتمعاتهم ونمت أكثر وعاشوا معيشة أفضل، وذلك بفضل ربط العِلم بحياة الناس وسُبل معيشتهم، واليوم يطلع الناس بسهولة على نتائج البحوث العِلمية والتقنية بعد أن أصبح العالم بيتا واحدا وأسرة واحدة، ويتم الاحتفاء بيوم العِلم لصالح السلام والتنمية لأهمية العلوم في حياة الناس ومجتمعاتهم، ولأهمية دور العلماء وجهودهم بجعل المجتمعات أكثر استدامة، ولضرورة إعلام المواطنين وإشراكهم في العلوم لتطوير أنفسهم ومجتمعاتهم.  يهدف اليوم العالمي لصالح السلام والتنمية الذي يحتفى به في نوفمبر من كل عام لزيادة الوعي العام بدور العِلم في المجتمعات، وتعزيز التضامن الوطني والدولي لصالح العلوم المشتركة بين الدول، ونبذ العنف والحروب، ولاستخدام العِلم ومخرجاته لتحقيق السلام بين الدول والشعوب، ومواجهة تداعيات الأمراض والأوبئة وسوء المناخ والحفاظ على البيئة، وتمكين الدواء لأي داء، وتعزيز التعاون الدولي في ذلك، وللحصول على المياه النظيفة وتوفير المناخ الآمن الصحي، ومكافحة الفقر والجوع والتشرد.. وهي أمور تتطلب علاقة متينة ودائمة بين العلماء وصانعي السياسات، وبمشاركة الأفراد والمؤسسات في البحث العلمي ليعود ثمره لجميع الدول وشعوبها. ويُساهم الالتزام باستخدام المعارف العلمية إيجابًا بتوفير الحياة الآمنة للذين يعيشون في مناطق النزاعات والفيضانات والزلازل والبراكين، ويوفر لهم حياةً أكثر استدامة وأمنًا، ويؤدي التبادل الأكاديمي الدولي إلى زيادة الوعي بالعلوم، وتمتين العلاقة بين العِلم والسلام والتنمية، وتعزز تطبيقات القضايا العلمية الجديدة التفاهم الدولي بين الدول، خصوصا بعد ابتلاء المجتمعات بفيروس كورونا والذي يتطلب اعتناق “نهج العلوم المفتوح” ــ أي جعل باب العِلم مفتوحًا للجميع لضمان الانتفاع الحُر بالمعلومات والمعارف العِلمية وتقاسم البيانات والاستفادة منها في اتخاذ القرارات، وهذا يعمل على سدَّ الفجوات القائمة في مجالات العِلم والتكنولوجيا والابتكار بين دول العالم، ويُحقق التنمية المستدامة الاجتماعية والإنسانية وينشر قيَّم التسامح والمحبة والسلام. ويلتقي العِلم كتربية وتعليم والسلام كنهج يجمع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية، فالعلم والسلام يجتمعان معًا لتوفير الحياة الأفضل والسكينة والطمأنينة للإنسان، وهُما يتناغمان مع نهج الأديان السماوية التي جاءت سلامًا ورحمةً للبشرية، فبالعِلم تستضيء الأرض وبالسلام تنتفي الحروب، وبذلك يعيش الناس تحت ظلال التعايش السلمي والتراحم بينهم، وبالحوار يستطيعون مواجهة مشكلاتهم، فالعِلم والسلام ضرورة لتحقيق التنمية.