تيارات

رجل دولة فريد من نوعه

| راشد الغائب

منذ رزئت البحرين بالحدث الجلل ووفاة عميد نهضتها المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وما تزال ذكرى رجل الدولة الفريد من نوعه ماثلة في تعامله مع المواطنين وتواصله مع المجتمع بكل أطيافه ومكوناته. لا يمضي شهر إلا ويستقبل بريد “البلاد” أو تنشر الصحيفة تصريحا لمسؤول أو مقال عن مناقب سمو الأمير الراحل، وكان آخرها احتفال البحرين بيوم الطبيب الأول في أول يوم أربعاء من شهر نوفمبر، وهو اليوم الوطني الذي قرره سموه تكريما لأبطال الصفوف الأمامية من الكوادر الصحية، والذين تصدوا لجائحة كورونا بكل تفان وبسالة. لا يشعر المواطن البسيط أنه بعيد عن بصر سمو الأمير الراحل، ويمكن أن يصل صوته عن مظلمته عبر نشرها في الصحيفة أو إذاعتها ببرنامج “صباح الخير يا بحرين”. كان يحرص سموه أن يبدأ نهاره بقراءة الصحافة ومتابعة شواغل الناس وإصدار توجيهاته الفورية للمسؤولين في ديوان سموه لاقتفاء أثر حل مشكلة مواطن أو إزالة مخالفة أو الترتيب لزيارة ميدانية. كان يبدأ يومه مع الناس. وكان ذلك شاغله الأكبر في داخل البحرين وخارجها، وحتى في أوقات وعكته الصحية فقد كان أكثر ما يشغل ذهنه مصلحة البحرين وأهل البحرين. في الذكرى الأولى لوفاة سمو الأمير الراحل فإن البحرين ما زالت شامخة بأساسات البنيان المتين الذي شيّده رجل الاستقلال، وعلى رأس ذلك النظام الصحي البحريني الذي صمد أمام جائحة كورونا، فيما لاحظ الجميع انهيار الأنظمة الصحية ببلدان متقدمة.  لقد أولى سموه الملف الصحي الأهمية البالغة منذ تأسيس الدولة وحرص على بناء مراكز الرعاية الأولية في معظم المناطق وحرص على بناء المستشفيات الحكومية المتخصصة واستيراد أفضل الأجهزة فضلا عن الاستثمار في الموارد البشرية البحرينية من خلال ابتعاثهم لدراسة الطب بأعرق الجامعات. هذا مثال بسيط ولكنه عميق في دلالاته عن رجل أفنى عمره في خدمة البحرين وأهلها وبادلوه هذه المشاعر بكل امتنان.