نقطة ارتكاز

العرب والذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

| د. غسان محمد عسيلان

يحتفل‭ ‬الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بالذكرى‭ ‬السابعة‭ ‬لبيعة‭ ‬مولاي‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭ - ‬ولا‭ ‬تخصُّ‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬المباركة‭ ‬الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬وحده،‭ ‬بل‭ ‬يهتم‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬الجميع‭ ‬للملك‭ ‬سلمان،‭ ‬ومكانة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬القلوب‭.‬

وثمَّة‭ ‬سبب‭ ‬قويٌّ‭ ‬آخر‭ ‬يُفسر‭ ‬سر‭ ‬الاهتمام‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬فعلى‭ ‬ضوء‭ ‬معطيات‭ ‬اللحظة‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬يتطلع‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬كونها‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يحمي‭ ‬سفينتهم‭ ‬وينتشلها‭ ‬من‭ ‬الغرق‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬يتأمل‭ ‬أحوال‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬يحزن‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وتراجُع‭ ‬معدلات‭ ‬التنمية‭ ‬فيها،‭ ‬وتردِّي‭ ‬أوضاع‭ ‬مواطنيها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬ويلخص‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬المأساوي‭ ‬ما‭ ‬حلَّ‭ ‬بالعرب‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011م‭ ‬بسبب‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وكثرة‭ ‬أيدي‭ ‬العابثين‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭.‬

ويدرك‭ ‬الجميع‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة‭ ‬السعودية‭ ‬الرشيدة‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ - ‬أيده‭ ‬الله‭ - ‬فبفضل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أولًا‭ ‬ثم‭ ‬بفضل‭ ‬حكمته‭ ‬البالغة‭ ‬وحنكته‭ ‬السياسية‭ ‬ثانيًا‭ ‬حمى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسار‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان،‭ ‬وبتوجيهاته‭ ‬الكريمة‭ ‬يحمل‭ ‬وليُّ‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬سيدي‭ ‬صاحبُ‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭ -  ‬لواءَ‭ ‬النهضة‭ ‬والتطوير،‭ ‬ويقودُ‭ ‬جهودًا‭ ‬جبارة‭ ‬لتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬ترنو‭ ‬قلوب‭ ‬العرب‭ ‬جميعًا‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬فهي‭ ‬مهبط‭ ‬الوحي‭ ‬ومهد‭ ‬الإسلام،‭ ‬وفيها‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬والكعبة‭ ‬المشرفة‭ ‬والمسجد‭ ‬النبوي،‭ ‬وهذه‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬هي‭ ‬مهوى‭ ‬أفئدة‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭.‬

وإذ‭ ‬يتمنى‭ ‬الجميع‭ ‬الخير‭ ‬لشعب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ويشاركونها‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬البيعة‭ ‬السابعة‭ ‬للملك‭ ‬سلمان‭ - ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره‭ - ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬لتستخدم‭ ‬نفوذها‭ ‬الكبير‭ ‬وقوتها‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬ومصالح‭ ‬شعوب‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬الكثيرة‭ ‬المحدقة‭ ‬بها‭ ‬داخليًّا‭ ‬وخارجيًّا‭.‬

وكعادتها‭ ‬دائما‭ ‬فقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لا‭ ‬تخذُلُ‭ ‬أحدًا‭ ‬أبدًا،‭ ‬ولا‭ ‬تدَّخِر‭ ‬جهدًا‭ ‬ولا‭ ‬وسعًا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمتها‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحها‭.‬