صور مختصرة

هكذا هي دورة الحياة

| عبدالعزيز الجودر

عندما نعيش وسط مجتمع صغير كمجتمعنا البحريني الذي لا يزال ينفرد عن غيره من المجتمعات الأخرى بالترابط والتواصل والتكافل والتلاحم والتراحم، وروح المساعدة والتسابق للأعمال الخيرية والإنسانية، والشعور بآلام الآخرين، مثلما غرس هذه الصفات الحميدة أولئك الأوائل من أهل الديرة، وكما يقول أهل البادية “كلنا أعيال أقريه وكلن يعرف أخيه”. بعض الذين وصلوا إلى مواقع المسؤولية تغيرت نفوسهم وأهواؤهم وسلوكياتهم، وهذه الوظائف مهما كان فيها من الوجاهة الاجتماعية، فهي حتما زائلة واسألوا من كانوا في مثل هذه المواقع كي تستفيدوا من تجاربهم وتأخذوا العبر والدروس، فحتما سيأتي الغير كي يأخذ هذا المكان وهكذا. يتبين لنا كغيرنا أن على الشخص أن يضع نصب عينيه عبارة “إذا كنت حافي وحصلت أنعال لا تغير مشيتك”، بل كن ثابتا في أداء واجبك الوظيفي دون اللجوء إلى الحد الأدنى من التعالي سواء مع الموظفين الذين يعملون معك أو مع المراجعين، كون الأمور ليست دائما ثابتة، فهي تتغير بحسب الظروف والزمن”، ودائما “خل الناس يقولون عنك بعد تركك الوظيفة الله يذكره بالخير كان منصف وحقاني ولا يقبل بالقلط أو رحمة الله عليه كان نظيف وسيرته طيبة أيام ما كان على رأس عمله” وكان بالفعل الشخص المناسب في المكان المناسب، وتذكر دائما “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”، ولتكن هذه العبارة الخالدة نبراسا لكل شخص، هكذا هي دورة الحياة لا أحد يبقى في مكانه، فهناك استراتيجية تجديد الدماء وسط صفوف القيادات التي في الغالب يتم تعيينها وفق المؤهل العلمي والكفاءة والخبرة القيادية ذات المستوى المتطور. وعساكم عالقوة.