زرعتم الحب يا صاحب الجلالة فحصدتم الوفاء

| أ.د. فيصل الملا

لم أشعر في حياتي بضعف كما شعرت يوم الأربعاء الثالث عشر من أكتوبر الجاري، فلأول مرة أشعر بأن اللغة عاجزة، وقاصرة وغادرة وغير قادرة على نقل المشاعر كما أريد، ولست أدري أهي اللغة التي هزمتني فضعفت أم إن سعادة اللقاء هي التي هزم اللغة، غير أن المؤكد أنه لم يحدث لي أن خانتني الكلمات وتعثرت بي العبارات كما حدث لي ذلك اليوم أمام تلك المشاعر الفياضة والنفوس الزكية السامية والوجوه المضيئة بنور الوفاء والمحبة من قبل لفيف من أهالي المحافظة الشمالية أثناء لقائهم بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في قصر الصخير. فكيف لي أن أتحدث أمام وهج هذا الموقف؟ ماذا أقول أمام هذا الوفاء؟ لكنني أحسست أن كلامي وشكري واجباً، بل إن الكلام في مثل هذا الموقف ملزماً؛ لأن حجم الحب والوفاء أكبر وهجاً وأكثر نوراً. لقد كان لي الشرف العظيم والفخر الكبير أن أكون ضمن من حظي في ذلك اليوم الأغر بلقاء عاهل البلاد المفدى بحضور هذا الجمع الطيب من أهالي المحافظة يتقدمهم سعادة محافظ المحافظة الشمالية، في لقاء حمل كل معاني المحبة والمودة والتآخي والتراحم والتواصل في بلد الخير والعطاء بقيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وإذا كان في حياة كل إنسان يوم تاريخي لا ينساه، وعلى كثرة الأيام في محطات حياتي والتي كنت أظنها تاريخية بالنسبة لي، وأجزم أنها تاريخية بالنسبة لكثير ممن حضر اللقاء، فقد كان ذلك اليوم هو أكثرها جمالاً وبهاءً واعتزازاً.  لقد أثلجتم الصدور وأسعدتم الأنفس وأفرحتم القلوب يا صاحب الجلالة بذلك اللقاء الذي تجلت فيه كل معاني المحبة والسعادة الغامرة، ونعتبر من هذا اللقاء الأغر أسمى معاني المحبة والتسامح والألفة والتآخي التي كانت ومازالت صراط نهج حكم جلالتكم الحكيم، نعم كذلك .. هذا النهج الذي وعدتم وأوفيتم به جلالتكم، فكان مفتاح غبطة القلوب وسعادة ورحابة الصدور وبناء وعمار نهضة البحرين الحديثة.  إن سمة الترابط والتلاحم القوي التي تجمع الحاكم بأفراد شعبه تجلت في لقاء جلالة الملك المفدى بأبناء وأهالي المحافظة والاستماع إليهم لهو موضوع اعتزاز كبير منا لجلالتكم ونعمة لا يدركها إلا من فقدها، وقد عبرت عنه بجلاء صور الفرح والسعادة، وحرارة اللقاء، ومشاهد الحب التي سادت أجواء اللقاء. والتي أكدت مدى المساحة الاستثنائية من الوفاء التي يحظى بها جلالة الملك المفدى لدى أبناء وأهالي المحافظة الشمالية وشعب البحرين قاطبة. وهي ميزة عرفت بها البحرين على مستوى المنطقة والعالم منذ الحكام الأوائل من آل خليفة الكرام الذين دأبوا طوال فترة حكمهم على رعاية مصالح شعبهم وتفقد أحواله على مر السنين، وفي عهد جلالته، حفظه الله ورعاه، الزاهر الذي حمل لواءه وفق رؤية ثاقبة تستهدف النهوض بمملكة البحرين شعباً وأرضاً ومؤسسات سيظل هذا النهج محل فخر واعتزاز لكل مواطن ومقيم عاش على أرض البحرين.  إن كل الإنجازات الكبيرة التي تحققت وسوف تتحقق للبحرين، ليست إلا نتيجة مباشرة لرؤية حكيمة ومعطيات حقيقية، وإنجازات نوعية، وعطاءات مشرفة، ومسوغات جوهرية من قائد ومليك فذ أعطانا أبدع صفحات تاريخنا وأبرز خطوطه وانعطافاته. ختاماً، هكذا كان الوفاء لتقدير وإجلال حب صاحب الجلالة الملك المفدى لأبناء شعب البحرين قاطبة، وهكذا كان الوفاء لمن زرع حبه في قلوب الجميع بصدق، ثمرته للوطن بمحافظاته ومدنه وقراه وعدد ذرات ترابه. وهكذا دائماً هي لحمتنا الوطنية وصورتنا النابضة بالحب المتبادل بين القيادة وأبناء أرض البحرين الغالية، تلك الأرض الطيبة المباركة التي لا تنبت إلا طيباً زكياً.