سوالف

تصرفات مسيئة لبعض المراجعين في المراكز الصحية!

| أسامة الماجد

مثلما نكتب وننتقد تصرفات وسلوك بعض الموظفين في الدوائر الحكومية مع المراجعين، وضرورة معاملتهم باحترام وابتسامة وخدمتهم على أحسن ما يكون، وحتى لا يكون الانتقاد فقط لهم وترديد هذا الموشح، ننتقد أيضا المواطن ونضعه على مساحة مصبوغة من اللوم، فالذي يرتكب الخطأ يكون قد أعطى إذنا بارتفاع الستارة عن مسرح العتاب، ولا يتخيل نفسه أنه أصبح منزها. يوم الجمعة الماضي 15 أكتوبر، وتحديدا عند الساعة العاشرة والنصف ليلا، كنت في مركز انجنير الصحي لاستشارة طبية، وكان موعد دخولي على الطبيب في العاشرة والنصف ليلا، ولحظات حتى استدعاني الطبيب إلى غرفة رقم 6 وكانت بجانبي امرأة مع والدتها، وما إن فتحت الباب ودخلت، حتى لحقت بي المرأة وصاحت في الدكتور بغضب.. “نحن قبله، وكان لازم كذا وكذا”، أجابها الدكتور بلطف.. “المريض موعده الآن، وكان عندي حالة طوارئ ومن فضلكم انتظروا قليلا وٍسأنادي عليكم، لو تكرمتم”، وبدل الخروج والانتظار، بدأت المرأة رفع صوتها بكل “قلة أدب” على الدكتور حتى لفظ غضبها آخر أنفاسه ثم خرجت. قد تكون هذه من الظواهر الفردية والقصص العارضة، وليست موضوعا شائعا ومكررا، لكنها تحتاج إلى بعض التفصيلات لمعالجتها، فاحترام الطبيب والموظف الحكومي واجب، فمثلما نريد من الموظف العمل بإخلاص ومعاملة المراجعين بأدب وبعيدا عن الصراخ، ينبغي علينا نحن أيضا المعاملة بالمثل، وألا نخرج عن إطار الاحترام المتبادل، وقواعد السلوك، مثلما نطلب من الموظف أن يعمل بأمانة وتجرد وحياد ومسؤولية، علينا نحن أيضا احترام آلية سير العمل والواجبات الوظيفية والسياسات واللوائح. لندخل أية جهة أو مؤسسة حكومية بقلب مفتوح وصدر رحب مع الارتقاء بتعاملنا مع الموظفين، وكما يقال عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم، وتحدث عن أخطائك قبل انتقاد الشخص الآخر، وبدلا من أن تثور غيضا وغضبا على طبيب أو موظف في أي مكان تذكر هذه الحكمة “امسك المظلة واترك الانتقاد ينزلق عليها بدلا من أن ينزلق داخل عنقك”.