لحظة الفراق القاسية

| شيرين فريد

هو اليوم الأول من "يوميات عن الفراق".. في ذلك اليوم، عَلم بنبأ مرضي الشديد؛ فجاء لزيارتي .. ولأول مرة شعرتُ بغُصة في قلبي وكأن القلب متيقن مما سيحدث!

لم أسمع طرق الباب إلا حينما أرسل لي رسالة فهممت لأفتح الباب..رأيتُ وجهًا مختلفًا عما كنت أرى.. وجه عابس.. لم أرى عينيه من قبل بهذه الغلاظة والقسوة.. لم يصافحني وظل عابسًا فسألته : عزيزي هل أحضر لك كوبًا من الشاي ، ردَ متصنعًا : لا إذهبي للراحة في سريرك سأحضر أنا الشاي ! ذهبت لسريري بخطوات مريضة متباطئة وقلبي ينبض بسرعة تخيفني ..دخن سيجارته وأحضر الشاي وجلس بجانبي .. دقائق صمت مرت كالساعات .. ثم خرج عن صمته قائلاً : هل تفهمتي قصدي .. إنها النهاية ؛ لم أجادله كثيرًا .. إبتسمت قائلةً : الشاي ينقصه السكر عزيزي هل نسيت وضع السكر!! رأيت ذهول عينية..  ثم ذهب في إتجاه الباب بدون وداع ؛ إنه الفراق وحسب . ليس هناك أغلي من القلب والعمر أن تُهديه لشخص ما.. أن تُهدي روحك وعقلك وكيانك لمن تحب وليس هنالك أقسى من ألم فراقك لتلك الروح كموت على قيد الحياة.. الفراق صعب لا يطاق،  لكن الأصعب من الفراق نفسه هو عندما يكون هذا الفراق حلًا نسعى إليه ونمشي نحوه مرغمين، لأنه لايوجد حل وراحة لنا إلّا به.