تعزيز الوعي بدور البريد وأهميته

| عبدعلي الغسرة

يُمثل‭ ‬طابع‭ ‬البريد‭ ‬أحد‭ ‬معالم‭ ‬البلاد،‭ ‬أو‭ ‬صورة‭ ‬لإنجازاتها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬شواهدها‭ ‬الحضارية‭ ‬وأحداثها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وقد‭ ‬يحمل‭ ‬صورة‭ ‬لأحد‭ ‬رموزها‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬الأدبية‭ ‬أو‭ ‬الفنية‭ ‬أو‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬التاريخية‭ ‬لمن‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬المآثر‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬شعبهم‭ ‬وأمتهم،‭ ‬ويحتفل‭ ‬العالم‭ ‬بيوم‭ ‬البريد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ويُصادف‭ ‬ذكرى‭ ‬تأسيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البريدي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬1874م‭ ‬بمدينة‭ ‬برن‭ ‬بسويسرا،‭ ‬ويُعد‭ ‬بيعُ‭ ‬الطوابع‭ ‬إيرادًا‭ ‬للدولة،‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬كهواية‭ ‬لجمعها،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭ ‬يصبح‭ ‬الطابع‭ ‬شيئًا‭ ‬نفيسًا‭ ‬ويمكن‭ ‬بيعه‭ ‬بثمنٍ‭ ‬مرتفع،‭ ‬وفي‭ ‬6‭ ‬مايو‭ ‬1840م‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬أول‭ ‬طابع‭ ‬بريدي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ببريطانيا‭ ‬يحمل‭ ‬صورة‭ ‬ملكتها،‭ ‬وثانيها‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ ‬1842م،‭ ‬وتلتهما‭ ‬سويسرا‭ ‬والبرازيل‭ ‬ثم‭ ‬فرنسا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البلدان‭.‬

ويهدف‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬البريد‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بدور‭ ‬البريد‭ ‬وأهميته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ودوره‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬وذلك‭ ‬منذُ‭ ‬استخدام‭ ‬“الحمام‭ ‬الزاجل”‭ ‬و‭ ‬”نظام‭ ‬التتابع”‭ ‬عبر‭ ‬العدائين،‭ ‬وبعد‭ ‬اختراع‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬لنقل‭ ‬البريد‭ ‬برًا‭ ‬وجوًا‭ ‬وبحرًا،‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬جهاز‭ ‬الفاكس،‭ ‬وبعد‭ ‬ظهور‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والهاتف‭ ‬النقال‭ ‬تم‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬واستقبال‭ ‬الرسائل‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭.‬

وافتتح‭ ‬أول‭ ‬مكتب‭ ‬بريد‭ ‬بحريني‭ ‬في‭ ‬1884م‭ ‬بالمنامة،‭ ‬ثم‭ ‬بالمحرق‭ ‬في‭ ‬1946م‭ ‬بإدارة‭ ‬هندية‭ ‬وبطوابع‭ ‬بختم‭ (‬BAHRAIN‭) ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1933م‭ ‬استعملت‭ ‬طوابع‭ ‬طبع‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭. ‬وأدارت‭ ‬باكستان‭ ‬مكتب‭ ‬بريد‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬1947م،‭ ‬ثم‭ ‬أداره‭ ‬مكتب‭ ‬البريد‭ ‬الإنجليزي‭ ‬في‭ ‬1948م،‭ ‬وفي‭ ‬1953م‭ ‬أُصدرت‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬طوابع‭ ‬بحرينية‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬“آنة‭ ‬ونصف”‭ ‬للبريد‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭ ‬وتحمل‭ ‬صورة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬1960م‭ ‬أصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬طوابع‭ ‬جديدة‭. ‬وأصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬1968م‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬“المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬البريدية”‭ ‬وتم‭ ‬استبدال‭ ‬الطوابع‭ ‬المطبوع‭ ‬فوقها‭ ‬كلمة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬صورة‭ ‬ملكة‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وفي‭ ‬1973م‭ ‬انضمت‭ ‬البحرين‭ ‬“للاتحاد‭ ‬البريدي‭ ‬العالمي”،‭ ‬وكعضو‭ ‬ومؤسس‭ ‬بهيئة‭ ‬بريد‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬1989م،‭ ‬وفي‭ ‬2002م‭ ‬وشحت‭ ‬الطوابع‭ ‬باسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬2005م‭ ‬أطلق‭ ‬بريد‭ ‬البحرين‭ ‬شعار‭ ‬وعلامة‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭.‬

ويصدر‭ ‬بريد‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬طوابع‭ ‬لتخليد‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬ويُنظم‭ ‬“مكتب‭ ‬هواة‭ ‬جمع‭ ‬الطوابع”‭ ‬معرضا‭ ‬دائما‭ ‬للطوابع‭ ‬البريدية،‭ ‬ويصدر‭ ‬البريد‭ ‬“ألبومات”‭ ‬سنوية‭ ‬تضم‭ ‬صور‭ ‬الطوابع‭ ‬الخاصة‭ ‬وتوفرها‭ ‬للزبائن‭ ‬للشراء،‭ ‬وشيد‭ ‬مكتب‭ ‬البريد‭ ‬“متحفا”‭ ‬دائما‭ ‬للبريد‭ ‬بمنطقة‭ ‬باب‭ ‬البحرين‭ ‬يستقبل‭ ‬فيه‭ ‬زواره‭ ‬باستمرار‭.‬