سوالف

موسم تسجيل وتأمين السيارة.. الملحمة المخيفة

| أسامة الماجد

بعض شركات التأمين تتصور أن المواطن البسيط هو الفردوس المفقود، أو جنة الله على الأرض، وبعض الأرقام تمنحنا شيئا من استخلاص النظرية الخاصة بسحق البسطاء، حين نعرف أن تأمين سيارة طرف ثالث بـ 57 دينارا، مع زيادة مبلغ الضريبة 2.850 يصبح المجموع الكلي 59.850 دينارا، ولا تنفع هنا جميع النظم والفلسفات المتعلقة بالسجل النظيف للمؤمن عليه، بحيث يمكن أن نسميه الطريق الجديد أو التطبيق الجديد، والذي يمكن العميل من الاستفادة من خصومات مقابل خلو ملفه من الحوادث. أحد الأصدقاء يعطينا دلالة منطقية للوضع في شكله العام مع شركات التأمين، فهو كل سنتين أو ثلاث ينتقل من شركة إلى أخرى وكأنه لا يعرف أن هذه مؤسسات تجارية تسعى إلى الربح وليس الخدمة، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى قدر هائل من التفكير، ومازال صاحبنا يعطينا بالصورة واللون والشكل المجسم معاناة أصحاب الدخل المحدود مع الضرب الحاد والشديد لشركات التأمين، فبالنسبة له فرق السعر خمسة دنانير أو حتى أربعة مكسب، وبذلك يستطيع هذا المواطن أن يخرج ولو بشيء بسيط أو بما فيه الكفاية على الأقل من المواجهة السنوية مع شركات التأمين، وكما قال المؤلف المسرحي الفرنسي جان جيرودو “من الممكن تغطية المأساة بالملهاة تخفيفا لوطأتها على نفوسنا”. أما من يمتلك في بيته سيارتين وموعد التأمين والتسجيل في الشهر نفسه “هذه الأمور تحدث”، فمن المؤكد أنه سيمر بمصير مظلم، وسيزدحم عالمه لفترة طويلة بالمعاناة على أمل أن تدخل تجديدات من هنا أو هناك تعينه على التخفيف من الملحمة المخيفة والبعد عن جوقة الألم وكسر الظهور. بنظرة شاملة وموضوعية، وبلا تحيز، كان الله في عون أصحاب الدخل المحدود الذين يحاولون البقاء متماسكين وأقوياء في موسم تسجيل وتأمين السيارة، لأن المشكلة لا تنتهي عند هذا الحد، بل تتفرع مثل الأغصان.