نجلاء بودن..

| عبدعلي الغسرة

نال‭ ‬تعيين‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬المهندسة‭ ‬“نجلاء‭ ‬بودن”‭ ‬رئيسة‭ ‬للحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬“مع‭ ‬كامل‭ ‬الصلاحيات‭ ‬الدستورية”،‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬التدابير‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬ترحيب‭ ‬الجهات‭ ‬السياسية‭ ‬والأهلية‭ ‬بتونس،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬أستاذة‭ ‬جامعية‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الجيولوجيا،‭ ‬ومكلفة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بوزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬ومثل‭ ‬تعيينها‭ ‬تكريمًا‭ ‬للمرأة،‭ ‬حيث‭ ‬أيدت‭ ‬الأغلبية‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬واعتبرتها‭ ‬نهجًا‭ ‬صحيحًا‭.‬

إن‭ ‬تعيين‭ ‬امرأة‭ ‬رئيسة‭ ‬للحكومة‭ ‬يعد‭ ‬تتويجا‭ ‬لنضال‭ ‬المرأة‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ولمشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬الفعلية‭ ‬بصياغة‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬وإدارة‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬تاريخية،‭ ‬والمرأة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬القيادة‭ ‬مثل‭ ‬الرجل‭ ‬ببرنامج‭ ‬مؤهل‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭.‬

ويعتقد‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬أن‭ ‬تعيينها‭ ‬رئيسة‭ ‬للحكومة‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬الرئيس‭ ‬بعد‭ ‬حركته‭ ‬التغييرية‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬و22‭ ‬سبتمبر،‭ ‬فهذا‭ ‬التعيين‭ ‬بمثابة‭ ‬تحرك‭ ‬استراتيجي‭ ‬للرئيس‭ ‬بتقديم‭ ‬وجه‭ ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬للأحزاب‭ ‬السياسية‭.‬

إن‭ ‬تعيين‭ ‬السيدة‭ ‬“نجلاء‭ ‬بودن”‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬لرئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬شأن‭ ‬تونسي‭ ‬خاص،‭ ‬فلتونس‭ ‬مكانتها‭ ‬العربية،‭ ‬وتتميز‭ ‬بعلاقات‭ ‬متعادلة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية،‭ ‬وتتمتع‭ ‬كثيرًا‭ ‬بمظاهر‭ ‬التحديث‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أصالتها‭ ‬العربية‭ ‬القومية‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬التعيين‭ ‬يُعتبر‭ ‬سابقة‭ ‬تونسية‭ ‬وعربية‭ ‬تستحق‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬حيث‭ ‬سيُحقق‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬مصلحة‭ ‬تونس‭ ‬وشعبها‭.‬