سوالف

المرأة البحرينية في حقل التعليم... قيادة وثقافة عالية

| أسامة الماجد

شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬نحو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة،‭ ‬ومثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬نعمق‭ ‬بها‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السبيل،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬يوجه‭ ‬لإعداد‭ ‬الطالب‭ ‬أو‭ ‬المتعلم‭ ‬للحياة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬السليمة‭.‬

وحينما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬إنجازات‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التعليم،‭ ‬ومجالات‭ ‬التربية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فإننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مناهج‭ ‬وممارسات‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬تحقيقها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قياسية‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الإناث‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬للعام‭ ‬2000،‭ ‬إذ‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬5‭ ‬دول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬“الرابعة‭ ‬دوليا”‭ ‬في‭ ‬تفوق‭ ‬الفتيات‭ ‬على‭ ‬الأولاد‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬التعلم،‭ ‬كما‭ ‬تفوقت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتحملت‭ ‬كامل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتطوير،‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬وأثبتت‭ ‬جدارتها‭ ‬بكل‭ ‬تفوق‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والأكاديمي،‭ ‬وكانت‭ ‬بحق‭ ‬عنوانا‭ ‬للريادة‭ ‬والقيادة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التعليمي‭ ‬والتربوي‭ ‬فحسب،‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة‭.‬

كما‭ ‬لعب‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬السمات‭ ‬القيادية‭ ‬لشخصية‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه،‭ ‬معلنا‭ ‬ميلاد‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬وضعت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬بتعليم‭ ‬المرأة‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقتها‭ ‬بالنفس‭ ‬وشخصيتها،‭ ‬وإشراكها‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬واكتسابها‭ ‬دورا‭ ‬مؤثرا‭ ‬وفعالا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬المجلس‭ ‬باستراتيجياته‭ ‬العملية‭ ‬والشاملة‭ ‬في‭ ‬إكساب‭ ‬المرأة‭ ‬ثقافة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬فروع‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬ودفعها‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬السلطة‭ ‬والقيادة‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬مجتمعها‭.‬