الأمين العام.. مرحبًا

| د. عبدالله الحواج

لقد كان لزيارة الأمين العام نائب رئيس مجلس التعليم العالي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة للجامعة الأهلية قبل أيام وقع الفرح، وبالغ الأثر في نفوس أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية بالجامعة، فقد جاءت الزيارة بردًا وسلامًا على الجميع؛ لأنها تزامنت مع بدء العام الدراسي الجديد 2021 - 2022، ولكونها رسخت مبدأً طالما تمنيناه لتحقيق أعلى درجات الحوار والتعاون بين الجامعات الخاصة ومجلس التعليم العالي، لم يعد يغني كل طرف على ليلاه، أو يغرد خارج سرب المنظومة، المصالح متطابقة، والرؤى متعانقة، والمفاهيم وإن اختلف القليلون على تفسيراتها، فإنها تصب في مصلحة التعليم العالي شاء من شاء وأبى من أبى. لقد تحدثنا مع أمين عام مجلس التعليم العالي عن همومنا كجامعات خاصة، عن شؤوننا وشجوننا، عن التحديات التي نواجهها ونحن في مقتبل العام الدراسي الجديد، ماذا نحتاج من المجلس؟ وماذا يحتاج المجلس منا؟ هل نقف على أرضية متحركة، أم إن المسافات ما زالت على حالها؟ هل تمكننا من تقريب وجهات النظر، وتذويب الفوارق بين المشاهدات والتفاصيل والتفسيرات، أم إن السربين ما زالا يغردان ضمن سماءين؟ لقد أوضحنا للشيخة رنا أهمية أن يكون للتعليم الجامعي الخاص دوره في رفد الاقتصاد، في تقوية روافده، في تنمية المجتمع والنأي به عن التراجع، والتصدع، والاختلالات. تحدثنا عن أهمية دعم النشاط بتوافق الرؤى وليس بتناقضها، بالاتفاق على أننا جميعًا نبحر في سفينة واحدة، وأن ما حولنا من تيارات مشاكسة وأخرى معاكسة قد يعوق حرية حركتنا، وقد يضرب أهدافنا في الصميم، بل إنه قد يصل بنا إلى مرافئ غريبة علينا، وإلى نتائج لم نحسب أبدًا حسابها. تحدثنا عن الفرص المتاحة، وعن الأحلام الممكنة، واتفقنا على أنها فعلًا ممكنة، وأنه لا مستحيل بين الأكاديميين إذا وضعنا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وإذا اعتبرنا أن المواطن هو حجر الزاوية الذي يقام على أكتافه ومن بينات أفكاره وعلومه البنيان المرصوص للأمم، تمامًا مثلما اتفقنا على أن يتم ترجمة التوافق في الرؤى إلى برامج عمل، إلى خطط قابلة للتنفيذ، سواء في مجال الهياكل الأكاديمية، والتشكيلات المنهجية، والحرص على تتبع كل المعايير والمقاييس العالمية على طريق الاستمرار في اعتلاء أعلى منصات الاعتمادية الأكاديمية وأعلى التزكيات في مضامير الجودة والقيمة وتطبيقات المعارف المحدثة. لقد تشرفت الجامعة الأهلية بالزيارة الكريمة للدكتورة الشيخة رنا، خاصة وأنها تأتي لأول مرة بعد أن تقلدت تلك المكانة التي يتطلع أعضاء المنظومة إلى التعاون معها، إلى وضع اليد في اليد، والقلب على القلب؛ من أجل أن نرتقي بالتعليم والتعلم، وأن تكون البحرين مهبطًا لكل طالب علم، ليس على مستوى دول المنطقة فحسب إنما من مختلف دول ومناطق العالم أيضًا. واستمعنا إلى التوجيهات والآراء السديدة للدكتورة رنا وتأكد لنا ذلك الحرص الكبير على توفير كل ما من شأنه الارتقاء بهذا القطاع، وتوفير أهم متطلباته، والوفاء بأدق احتياجاته، وأن تكون العلاقة بين المجلس والجامعات الخاصة علاقات شراكة، علاقات تقارب لا تباعد، تفاهم ووحدة في الرأي والرؤى والمصير. من هنا أتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تطورًا لم يسبق له مثيل في العلاقات بين الجانبين، في الوصول إلى ما تطمح إليه مملكة البحرين وفقًا لرؤية 2030، ولطموحات عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك في مشروعه الإصلاحي الكبير بأن تكون البحرين في طليعة الدول التي تحظى بتعليم فائق، وثقافة يتطلع إليها العالم بكل فخر وإعجاب وتقدير. وبالفعل شعرت مثلما شعر غيري من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في الجامعة الأهلية، بأننا أمام فتح جديد، وأننا على مشارف مرحلة يتطلع إليها الجميع بكل أمل ومزيد من العمل؛ من أجل بحرين أفضل، بحرين أجمل، وكل عام وأنتم بخير.