صور مختصرة

المعلم ركيزة أساسية في تطور المجتمع

| عبدالعزيز الجودر

الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمعلم،‭ ‬والذي‭ ‬يصادف‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنويا،‭ ‬يعد‭ ‬احتفالا‭ ‬لنا‭ ‬جميعا،‭ ‬وله‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬وذكريات‭ ‬جميلة،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬إقرارا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬بالدور‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬وتعليم‭ ‬وبناء‭ ‬ونمو‭ ‬وتحضر‭ ‬الشعوب‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬جميعا‭ ‬تلك‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬وأسماء‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬درسنا‭ ‬في‭ ‬صفوفها،‭ ‬وأسماء‭ ‬المدراء‭ ‬والمشرفين‭ ‬والمدرسين‭ ‬الأفاضل‭ ‬الأحياء‭ ‬منهم‭ ‬“الله‭ ‬يمد‭ ‬في‭ ‬أعمارهم‭ ‬ويعطيهم‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وراحة‭ ‬البال”،‭ ‬ومن‭ ‬رحلوا‭ ‬عنا‭ ‬رحمهم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬جميعا،‭ ‬وأذكر‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬“الله‭ ‬يغفر‭ ‬له‭ ‬ويسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬هفني‭ ‬كف‭ ‬ولايتي‭ ‬على‭ ‬صرصوخ‭ ‬أذني،‭ ‬لليوم‭ ‬أذوني‭ ‬أتوّن‭ ‬عليّ”‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عاما،‭ ‬“ويطري‭ ‬علي‭ ‬لوّل‭ ‬كنه‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬المشاغبين‭ ‬الشياطين،‭ ‬علشان‭ ‬جذيه‭ ‬كله‭ ‬شدخ‭ ‬في‭ ‬عافيتنه،‭ ‬يا‭ ‬أكففه‭ ‬يا‭ ‬خيازرين،‭ ‬يا‭ ‬المساطر‭ ‬اللي‭ ‬فيها‭ ‬حديده‭ ‬سنينة‭ ‬مثل‭ ‬السجين،‭ ‬أو‭ ‬أيوقفونه‭ ‬على‭ ‬ريل‭ ‬وحدة‭ ‬ومجابلين‭ ‬الطوفة‭ ‬داخل‭ ‬الصف‭ ‬طول‭ ‬وقت‭ ‬الحصة،‭ ‬بس‭ ‬بصراحه‭ ‬جميع‭ ‬المدرسين‭ ‬اللي‭ ‬درسونه‭ ‬طلعونه‭ ‬رياييل”،‭ ‬ولهم‭ ‬أفضال‭ ‬علينا‭ ‬ما‭ ‬حيينا،‭ ‬كونهم‭ ‬غرسوا‭ ‬فينا‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والاحترام‭.‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬تبقى‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬أذهاننا،‭ ‬نتذكرها‭ ‬كلما‭ ‬التقينا‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬الدراسة،‭ ‬حيث‭ ‬نضحك‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬الجميلة،‭ ‬وهنا‭ ‬نعرج‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬درسوا‭ ‬معنا‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتهم‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬تقلدوا‭ ‬مناصب‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وأصبحوا‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬والقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬والأمنيين‭ ‬والسفراء‭ ‬والكتاب‭ ‬والدكاترة‭ ‬والمهندسين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والقياديين‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وهم‭ ‬مازالوا‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬عطائهم،‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬أحيل‭ ‬للتقاعد‭ ‬والتفرغ‭ ‬لحياته‭ ‬الخاصة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬العمل‭ ‬الطويلة‭.‬

ليس‭ ‬أمامنا‭ ‬الآن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نردد‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬أمير‭ ‬الشعراء‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭ ‬في‭ ‬وصفه‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬الفاضل‭ ‬“قم‭ ‬للمعلم‭ ‬وفّه‭ ‬التبجيلا‭.. ‬كاد‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رسولا”‭.‬

سوف‭ ‬يبقى‭ ‬يوم‭ ‬المعلم‭ ‬العالمي‭ ‬يوما‭ ‬خالدا‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬نجدد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الوفاء‭ ‬والمحبة‭ ‬والاحترام،‭ ‬وذلك‭ ‬لتضحياته‭ ‬والمسؤولية‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬على‭ ‬أكتافه‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الأجيال‭ ‬وإنارة‭ ‬دروبهم‭ ‬بمشعله،‭ ‬وسيظل‭ ‬المعلم‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬المجتمعات‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬