الحاكم والمحكوم... البحرين نموذجاً

| يوسف الحداد

في‭ ‬كلمة‭ ‬بمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2020،‭ ‬عرض‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬نهجه‭ ‬السياسي،‭ ‬الذي‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬الراسخة،‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العدل‭ ‬أساس‭ ‬الحكم،‭ ‬وأن‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وصون‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬دعامات‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وحقوق‭ ‬أساسية‭ ‬يحميها‭ ‬الدستور‭ ‬والقضاء‭ ‬البحريني،‭ ‬مؤكداً‭ ‬جلالته‭ ‬الالتزام‭ ‬تجاه‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬وتطلعاته‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬المشرق‭.‬

في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬وشعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تتمتع‭ ‬بالثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والطابع‭ ‬التعاوني،‭ ‬والقنوات‭ ‬المفتوحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتباع‭ ‬سياسة‭ ‬“الباب‭ ‬المفتوح”،‭ ‬بمعنى‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أية‭ ‬حواجز‭ ‬تقف‭ ‬حائلاً‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬مطالبه‭ ‬على‭ ‬الحاكم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم‭ ‬أساسها‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وإطارها‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭.‬

يؤمن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بأن‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يتحلى‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬حب‭ ‬شعبه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬ثقتهم،‭ ‬وهذه‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬رسخت‭ ‬سلطة‭ ‬القيادة‭ ‬ونفوذها‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب،‭ ‬وتنبع‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬الرشيدة‭ ‬الراسخ‭ ‬بالكوادر‭ ‬المواطنة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬المملكة،‭ ‬لهذا‭ ‬تكرس‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬مبدأ‭ ‬تمكين‭ ‬الكوادر‭ ‬المواطنة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬فالمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬سيظل‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬اهتمامات‭ ‬جلالته‭ ‬وولي‭ ‬عهده،‭ ‬وكل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الارتقاء‭ ‬بأوضاع‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به،‭ ‬وتقوم‭ ‬به‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬ملموسة‭ ‬وجهود‭ ‬مثابرة‭ ‬لتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتطوير‭ ‬نوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬إليهم،‭ ‬وما‭ ‬ينعم‭ ‬به‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الرخاء‭ ‬والوفرة‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬وتلك‭ ‬المنجزات،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الثقة‭ ‬والعلاقة‭ ‬التعاونية‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم،‭ ‬والتي‭ ‬مثلت‭ ‬الدعامة‭ ‬الأساسية‭ ‬لاستقرار‭ ‬المملكة،‭ ‬وقوة‭ ‬سياستها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.‬