عمود أكاديمي

الديمقراطية في يومها العالمي

| د. باقر النجار

احتفل‭ ‬العالم‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الماضي،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬الحالي،‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للديمقراطية‭. ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬قد‭ ‬خصص‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬المراجعة‭ ‬لتجارب‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الديمقراطي‭. ‬من‭ ‬حيث‭ ‬موقعها‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭. ‬فمثلاً‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬أنهى‭ ‬تجربتها‭ ‬الوليدة‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭.... ‬ونبدأ‭ ‬مقالنا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لا‭ ‬تُخلَق‭ ‬مع‭ ‬الأفراد،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تنزل‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬ولا‭ ‬تتشكّل‭ ‬في‭ ‬الناس‭ ‬سريعًا‭. ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬تتكون‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وبالناس‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬وعبر‭ ‬قنوات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬متعدده،‭ ‬بعضها‭ ‬يأخذ‭ ‬الطابع‭ ‬الرسمي‭ ‬كالمدرسة‭ ‬والجامعة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والثقافية‭ ‬السياسية‭ ‬الرسمية‭ ‬كالمعاهد‭ ‬والمراكز‭ ‬البحثية‭ ‬والتدريبية‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلام‭ ‬الرسمي‭.. ‬وغيرها،‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬مؤسسات‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬كالأسرة‭ ‬وجماعة‭ ‬الحي‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ولربما‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬النقابية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يتدرب‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الانتخابي‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬منظمة‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬والصراع‭ ‬الانتخابي‭..... ‬وغيرها‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تجارب‭ ‬تحكمها‭ ‬ظروف‭ ‬الداخل‭ ‬ومتغيرات‭ ‬الخارج‭.. ‬وهي‭ ‬ظروف‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬ببعض‭ ‬التجارب‭ ‬نحو‭ ‬التطور‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬تجارب‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬تطور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬فعلها‭ ‬السياسي‭ ‬وعملها‭ ‬المؤسسي‭.‬

‭ ‬وعند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬النامية‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وجل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬عمومها‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة،‭ ‬فإنها‭ ‬تحتاج‭ ‬أولًا‭ ‬لإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬راغبة‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬الولوج‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬البحرينية‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬بإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬داعمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬ذات‭ ‬الخبرة‭ ‬الحديثة‭ ‬بالعملية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬تحتاج‭ ‬ثانيًا‭: ‬لقدر‭ ‬ولربما‭ ‬أحيانًا‭ ‬لقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬معوقاتها،‭ ‬فالتجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البحرينية‭ ‬قد‭ ‬استمرت‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭ ‬بفضل‭ ‬تلك‭ ‬الرعاية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬أولها‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬لهذه‭ ‬التجرية‭ ‬الديمقراطية‭.. ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬جلالته‭ ‬العبور‭ ‬بالتجربة‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬والظروف‭ ‬للحالة‭ ‬المستقرة‭ ‬والثابتة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭... ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬جلالته‭ ‬داعمًا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منعطفاتها‭ ‬التي‭ ‬مرّت‭ ‬بها‭... ‬

وأعتقد‭ ‬إننا‭ ‬مع‭ ‬دخولنا‭ ‬العقد‭ ‬الثالث‭ ‬لتجربتنا‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬الرعاية‭ ‬الرسمية‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬التجربة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بممارساتها،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬كذلك‭ ‬بحاجة‭ ‬لنوع‭ ‬من‭ ‬التأصيل‭ ‬المجتمعي‭ ‬للديمقراطية‭ ‬كثقافة‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬الناس‭ ‬وممارساتهم‭ ‬الحياتية‭. ‬فالتأكيد‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬القبول‭ ‬بالآخر‭ ‬والتسامح‭ ‬وتأكيد‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة‭ ‬والحي‭ ‬والمدينة‭ ‬والمنظمات‭ ‬التي‭ ‬نطرقها‭ ‬وننخرط‭ ‬في‭ ‬أنشطتها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬الديمقراطية‭.. ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى‭ ‬قيم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬تحتاج‭ ‬دائمًا‭ ‬لنماذج‭ ‬لتأكيدها‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تشييد‭ ‬ثقافة‭ ‬حامية‭ ‬للديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بنائنا‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والثقافي‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬ممارساتها‭ ‬وفي‭ ‬بنائها‭ ‬المؤسسي،‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬قدرًا‭ ‬من‭ ‬الممانعة‭ ‬من‭ ‬أنماط‭ ‬ثقافية‭ ‬أو‭ ‬مؤسساتية‭ ‬قائمة‭. ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬تهديدًا‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬إضعاف‭ ‬لقدرتها‭ ‬بالتأثيرعلى‭ ‬قطاعها‭ ‬السكاني‭. ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الممانعة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬نتائجها‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬من‭ ‬ترغب‭ ‬أو‭ ‬ترجى‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬أو‭ ‬الفئات‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬الديمقراطية‭...‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمشاركة‭ ‬الشعبية،‭ ‬فإنه‭ ‬إذًا‭ ‬ما‭ ‬القصد‭ ‬منها‭ ‬حجم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭.. ‬فإنها‭ ‬تمثل‭ ‬الفعل‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تقود‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اتسع‭ ‬حجمها‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تغيرات‭ ‬سياسية‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭.. ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ارتفع‭ ‬حجم‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭ ‬محاولة،‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬قوى‭ ‬المجتمع‭ ‬غير‭ ‬الرسمية،‭ ‬لحماية‭ ‬التجربة‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬انزلاقها‭ ‬نحو‭ ‬المجهول‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬مؤسساتها‭ ‬لقوى‭ ‬غير‭ ‬مضمونة‭ ‬السلوك‭ ‬والتوجهات‭.. ‬وهو‭ ‬فعل‭ ‬لاحظنا‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأوربية‭.. ‬فاندفاعة‭ ‬الناخب‭ ‬الفرنسي‭ ‬مثلاً‭ ‬نحو‭ ‬المشاركة‭ ‬الكثيفة‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬الفرنسية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬عكست‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬“بالمناعة‭ ‬الثقافية”‭. ‬فالخوف‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الفرنسي‭ ‬للحكم‭ ‬دفع‭ ‬بقطاعات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬نحو‭ ‬الإدلاء‭ ‬بأصواتهم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭.... ‬وهو‭ ‬ذات‭ ‬الفعل‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬أطاح‭ ‬بالرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬كرسي‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭. ‬وهو‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فعل‭ ‬يعكس‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يعكس‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى‭ ‬قدرة‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬الواسعة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬تغيرات‭ ‬سياسية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬وصول‭ ‬قوى‭ ‬متطرفة‭ ‬تطيح‭ ‬بالعملية‭ ‬السياسية‭ ‬برمتها‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬توظفها‭ ‬لأهدافها‭ ‬السياسية‭ ‬الفئوية‭.. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يعكس‭ ‬أخيرًا‭ ‬قدرًا‭ ‬من‭ ‬الحيوية‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭.‬

وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬قد‭ ‬تتفاوت‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬لآخر،‭ ‬فالسياقات‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ولربما‭ ‬أحيانًا‭ ‬الجيو‭-‬سياسية‭ ‬تحكم‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.... ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتأصّل‭ ‬في‭ ‬ممارساتها‭ ‬ولربما‭ ‬مؤسساتها‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬الممارسة‭ ‬العملية‭ ‬وعبر‭ ‬التأصيل‭ ‬المجتمعي‭ ‬العام‭ ‬لثقافة‭ ‬الديمقراطية‭. ‬وعمل‭ ‬يحتاج‭ ‬لقدر‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬ولفسحة‭ ‬زمنية‭ ‬قد‭ ‬تطول‭.. ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬السياقات‭ ‬الثقافية‭ ‬ولربما‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والدينية‭ ‬أحيانًا‭ ‬قد‭ ‬تبطّئ‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬ولربما‭ ‬قد‭ ‬تطيح‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تفرغها‭ ‬من‭ ‬مضامينها‭ ‬الأساسية‭. ‬ولربما‭ ‬تشرح‭ ‬كتابات‭ ‬أستيفن‭ ‬ليفتيسكي‭ ‬Steven Levitsky

‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بكلية‭ ‬الدراسات‭ ‬الحكومية‭ ‬بجامعة‭ ‬هارفرد،‭ ‬والمتخصص‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬شرق‭ ‬أوربا،‭ ‬كيف‭ ‬أنتجت‭ ‬تجارب‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬نماذج‭ ‬جديدة‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬تسلطية‭ ‬النظم‭ ‬الشمولية‭ ‬الاشتراكية‭ ‬والعملية‭ ‬الانتخابية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬أسماها‭ ‬“بانتخابات‭ ‬دون‭ ‬ديمقراطية”‭.‬