من جديد

الواحة الخضراء

| د. سمر الأبيوكي

مازلت‭ ‬أتابع‭ ‬العملاق‭ ‬الآسيوي‭ ‬وما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬بشغف،‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬سر‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬لطالما‭ ‬كنت‭ ‬منبهرة‭ ‬بالصين،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أنني‭ ‬حاولت‭ ‬مسبقا‭ ‬دراسة‭ ‬لغة‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬لغة‭ ‬الهان‭ ‬التي‭ ‬يتداولها‭ ‬معظم‭ ‬السكان،‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أفلح‭ ‬سوى‭ ‬بتعلم‭ ‬بعض‭ ‬الجمل‭ ‬البدائية‭ ‬البسيطة،‭ ‬والتي‭ ‬مازالت‭ ‬تجعلني‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬وانبهار‭ ‬عندما‭ ‬أطلقها‭ ‬مغردة‭ ‬كالببغاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أقابل‭ ‬فيها‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العظيم‭.‬

الصين‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬بنك‭ ‬الطعام‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬تقليدي‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬متصل‭ ‬تماما‭ ‬بشبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬بنك‭ ‬الطعام‭ ‬هناك‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الشركات‭ ‬ومصانع‭ ‬الأغذية‭ ‬الأطعمة‭ ‬التي‭ ‬ستنتهي‭ ‬مدة‭ ‬صلاحيتها‭ ‬قريبا‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬الطعام‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فالخاصية‭ ‬الرقمية‭ ‬الجديدة‭ ‬للبنك‭ ‬تتيح‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬والأفراد‭ ‬الاستفادة‭ ‬مما‭ ‬يقدمه‭ ‬بنك‭ ‬الطعام،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البنك‭ ‬أصبحت‭ ‬له‭ ‬نقاط‭ ‬كثيرة‭ ‬للتوزيع،‭ ‬والأجمل‭ ‬أن‭ ‬التوزيع‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الأطعمة‭ ‬يتم‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مقابل‭.‬

أطلق‭ ‬على‭ ‬البنك‭ ‬اسم‭ ‬الواحة‭ ‬الخضراء،‭ ‬وهو‭ ‬اسم‭ ‬برأيي‭ ‬جميل‭ ‬وخصب‭ ‬ويعطي‭ ‬إيحاء‭ ‬بالوفرة‭ ‬دوما،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التكاتف‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجد‭ ‬ثلاجات‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬إشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وقطاع‭ ‬الأغذية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لتقديم‭ ‬الطعام‭ ‬الذي‭ ‬يخشى‭ ‬عدم‭ ‬استهلاكه‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحيته‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬جدوى‭ ‬عظيمة‭.‬