ستة على ستة

القنبلة أم البقاء

| عطا السيد الشعراوي

في‭ ‬تصريح‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬الإحباط‭ ‬من‭ ‬المراوغات‭ ‬الإيرانية‭ ‬والاستياء‭ ‬من‭ ‬سلوك‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬خطير‭ ‬كالبرنامج‭ ‬النووي،‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬المستوى‭ ‬المقلق‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭ ‬“إن‭ ‬عودة‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ستصبح‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬غير‭ ‬مجدية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬تطوير‭ ‬إيران‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي”،‭ ‬معربًا‭ ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬أميركا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬محادثات‭ ‬فيينا‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬منها‭ ‬“أي‭ ‬مؤشر”‭ ‬حول‭ ‬موعد‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭.‬

واضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬آمالا‭ ‬أوروبية‭ ‬أميركية‭ ‬معقودة‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬وإمكانية‭ ‬الخروج‭ ‬باتفاق‭ ‬يقيد‭ ‬طهران‭ ‬ويكبح‭ ‬جماح‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬والذي‭ ‬تشير‭ ‬تقارير‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬متقدمة‭ ‬وقريب‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭.‬

وواضح‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬استطاعت‭ ‬استغلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تحررت‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬الإسراع‭ ‬بمعدلات‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬والهروب‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي‭ ‬عليها،‭ ‬والعمل‭ ‬منفردة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬عيون‭ ‬مفتشي‭ ‬الوكالة‭.‬

لهذا،‭ ‬أكد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬موشيه‭ ‬يعلون‭ ‬وهو‭ ‬وزير‭ ‬أمن‭ ‬سابق‭ ‬ويتولى‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬“أمان”‭ ‬منذ‭ ‬التسعينيات‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭  ‬في‭ ‬مقال‭ ‬له‭ ‬بصحيفة‭ ‬“يديعوت‭ ‬أحرنوت”،‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬إيران‭ ‬ويقيد‭ ‬تصرفها‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬2003‭ ‬عندما‭ ‬جمد‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬المشروع‭ ‬النووي‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬أميركي،‭ ‬وفي‭ ‬2012‭ ‬عندما‭ ‬وجد‭ ‬خامنئي‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬معضلة‭ ‬“القنبلة‭ ‬أم‭ ‬بقاء‭ ‬النظام”،‭ ‬نتيجة‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتهديد‭ ‬بعمل‭ ‬عسكري‭ ‬ضده‭.‬

يرى‭ ‬يعلون‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬والطريق‭ ‬الصائب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬إيصال‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المعضلة‭ ‬وهي‭ ‬“القنبلة‭ ‬أم‭ ‬البقاء”،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬سياسي‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬ثم‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬قاسية‭ ‬ومتدرجة‭ ‬مع‭ ‬التهديد‭ ‬الجدي‭ ‬بالعمل‭ ‬والخيار‭ ‬العسكري‭ ‬إن‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭ ‬ذلك‭.‬