صور مختصرة

عدم الالتزام بالمباعدة في عملية إنجاب الأطفال

| عبدالعزيز الجودر

عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمباعدة‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إنجاب‭ ‬الأطفال،‭ ‬وغياب‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬تنظيم‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬لهما‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمر‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬وترك‭ ‬دون‭ ‬تحرك‭ ‬ينقذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭.‬

لذا‭ ‬وجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الشائك‭ ‬والمعقد،‭ ‬لعلنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬القادمة‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬له‭ ‬حلولا‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬أو‭ ‬البعيد،‭ ‬أسوة‭ ‬بالدول‭ ‬المتحضرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬نلاحظ‭ ‬وبشكل‭ ‬لافت‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬عيدا‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى،‭ ‬أو‭ ‬دخول‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬الطلبة‭ ‬للمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وضرورة‭ ‬اصطحاب‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬محلات‭ ‬التبضع‭ ‬في‭ ‬أسواقنا‭ ‬المحلية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬توفر‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬تلك‭ ‬المناسبات‭ ‬بأسعار‭ ‬مقبولة،‭ ‬ومشاهدتنا‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬وخلفها‭ ‬“شكشن‭ ‬من‭ ‬اليهال‭ ‬الله‭ ‬يحفظهم‭ ‬ذي‭ ‬فوق‭ ‬ذي،‭ ‬وذي‭ ‬يدز‭ ‬ذي،‭ ‬وذي‭ ‬يتعافر‭ ‬مع‭ ‬ذي،‭ ‬وذي‭ ‬يصارخ‭ ‬على‭ ‬ذي،‭ ‬ومثل‭ ‬ما‭ ‬يقولون‭ ‬لوليين‭ ‬حملة‭ ‬بطن‭ ‬يعني‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬ياهل‭ ‬وياهل‭ ‬سنة‭ ‬وحدة‭ ‬أو‭ ‬أقل،‭ ‬ومسألة‭ ‬لايم‭ ‬لايم‭ ‬من‭ ‬هاليهال‭ ‬أكيد‭ ‬بتودي‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬تلة”‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬إصرار‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعترفون‭ ‬بالمباعدة‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬قناعتهم‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬يأتي‭ ‬للدنيا‭ ‬ورزقه‭ ‬معه‭ ‬غير‭ ‬مقبول،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نعترض‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القناعة‭ ‬“وآمنه‭ ‬بالله”،‭ ‬لكن‭ ‬ليست‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬المفرطة‭ ‬في‭ ‬الإنجاب،‭ ‬فطفل‭ ‬اليوم‭ ‬غير‭ ‬طفل‭ ‬الأمس،‭ ‬حاضرا‭ ‬الطفل‭ ‬يحتاج‭ ‬حزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬والتربية‭ ‬والتعب‭ ‬والسهر‭ ‬والمتابعة‭ ‬والمصاريف‭ ‬وتوفير‭ ‬متطلباته‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬إرهاقا‭ ‬وعبئا‭ ‬وحملا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬رب‭ ‬الأسرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مدخوله‭ ‬الشهري‭ ‬محدودا‭ ‬“اللي‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬وعلى‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬زايد‭ ‬قاصر”‭.‬

عموما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهذه‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬أنجبت‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬نقول‭ ‬لهم‭ ‬“اللي‭ ‬فرط‭ ‬من‭ ‬اليهال‭ ‬فرط‭ ‬لكن‭ ‬عليكم‭ ‬بالياي”،‭ ‬ونقول‭ ‬أيضا‭ ‬لجميع‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬المباعدة‭ ‬وتحديد‭ ‬الإنجاب‭ ‬بين‭ ‬طفل‭ ‬وآخر،‭ ‬والالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وجودة‭ ‬حياتهم،‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬يظل‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة‭ ‬عاملا‭ ‬مهما‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬ترشيد‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬لنا‭ ‬عنه‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬