لمحات

الشراء الآلي

| د.علي الصايغ

أكثر‭ ‬ما‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وابتكار‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬كفيلة‭ ‬بالاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬عليها،‭ ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬ذلك‭ ‬شيئاً‭ ‬ضرورياً‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬السرعة‭ ‬والدقة‭ ‬اللتين‭ ‬توفرهما‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الضرورة‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬فبتنا‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬التوفير‭ ‬وزيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتكفل‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وإتمام‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬المعني‭ ‬لإجراء‭ ‬المعاملات‭ ‬أو‭ ‬المشتريات‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المهمات‭.‬

هذا‭ ‬التقدم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الكثيرين‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬احتمالات‭ ‬أو‭ ‬حتمية‭ ‬اندثار‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬والوظائف،‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬اعتماداً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة،‭ ‬وبشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬من‭ ‬مخلصي‭ ‬المعاملات‭ ‬مثلاً،‭ ‬وعمال‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وغيرهم،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬نداً‭ ‬قوياً‭ ‬لهم،‭ ‬زاحمتهم‭ ‬في‭ ‬أرزاقهم،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬مهن‭ ‬ووظائف‭ ‬كثيرة‭ ‬مستحدثة،‭ ‬يزداد‭ ‬عليها‭ ‬الطلب،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معني‭ ‬بالحمايات‭ ‬الأمنية‭ ‬مثلاً،‭ ‬كالأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬والهندسة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعها،‭ ‬وما‭ ‬شابه،‭ ‬فتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬المقايضة‭ ‬الوظيفية،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬اندثار‭ ‬واستحداث،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬ينعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬يفترض‭ ‬ألا‭ ‬يقبل‭ ‬الشك‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬يا‭ ‬حبذا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متوفرة،‭ ‬والتي‭ ‬تعزز‭ ‬بدورها‭ ‬الحضور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬التعاملات‭ ‬الحياتية‭ ‬أجهزة‭ ‬الشراء‭ ‬الآلي،‭ ‬وهي‭ ‬متوفرة‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬أوروبا؛‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تسمح‭ ‬بقيام‭ ‬الزبون‭ ‬بعملية‭ ‬الدفع‭ ‬والشراء‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬بنفسه،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬البائع،‭ ‬فلم‭ ‬أرَ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬سباقون‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حديث‭.‬