عمرو... قصة نجاح

| زهير توفيقي

بثت‭ ‬قناة‭ ‬“العربية”‭ ‬خبرًا‭ ‬عن‭ ‬شاب‭ ‬مصري‭ ‬يعمل‭ ‬أستاذا‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬نهارًا،‭ ‬وعاملًا‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬لإعداد‭ ‬البيتزا‭ ‬ليلًا‭! ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬قصة‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬الملهمة‭ ‬لجميع‭ ‬الشباب،‭ ‬خصوصا‭ ‬الذين‭ ‬للتو‭ ‬بدأوا‭ ‬حياتهم‭ ‬العملية‭. ‬يروي‭ ‬الدكتور‭ ‬عمرو‭ ‬قصته‭ ‬بأن‭ ‬راتبه‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬الجامعي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يكفي‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجاته،‭ ‬فقرر‭ ‬أن‭ ‬يشتري‭ ‬عربة‭ ‬متنقلة‭ ‬لإعداد‭ ‬البرجر،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مطعم‭ ‬للبيتزا‭.  ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الناجحة‭ ‬لهذا‭ ‬الشاب‭ ‬تؤكد‭ ‬لنا‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬والضرورية‭ ‬لتغيير‭ ‬النظرة‭ ‬العامة‭ ‬للحياة‭ ‬بسبب‭ ‬تغير‭ ‬الظروف‭ ‬الحياتية،‭ ‬ما‭ ‬يحتم‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الخاص‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬أوسع‭ ‬وأفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬يعتبر‭ ‬جانبًا‭ ‬مهمًا‭ ‬وسببًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭. ‬البروفيسور‭ ‬جون‭ ‬باينر،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬التعليم‭ ‬البريطاني‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬تشجيع‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنافع‭ ‬الإضافية‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬المتعلم،‭ ‬فالمتعلم‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مختلف‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬يصادفها‭ ‬أثناء‭ ‬عمله‭ ‬الخاص‭. ‬لا‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬البحرينيين‭ ‬وخصوصا‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬أدركوا‭ ‬ذلك‭ ‬وبدأ‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬انخراطهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخاص،‭ ‬وحققوا‭ ‬نجاحات‭ ‬باهرة،‭ ‬وهناك‭ ‬قصص‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭ ‬أيضًا،‭ ‬ولكن‭ ‬الكلام‭ ‬هنا‭ ‬موجه‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬“الكسالى”،‭ ‬والذين‭ ‬مازالوا‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وبعقلية‭ ‬جامدة،‭ ‬ولا‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يواكبوا‭ ‬التغييرات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬فالحل‭ ‬الأمثل‭ ‬هو‭ ‬التفكير‭ ‬الإيجابي‭ ‬والجريء‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬كمفتاح‭ ‬للنجاح‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬سعدت‭ ‬كثيرًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬المصري‭ ‬الطموح‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬من‭ ‬أهله‭ ‬وزوجته،‭ ‬وهو‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬لنجاح‭ ‬عمله،‭ ‬فمباركة‭ ‬الأهل‭ ‬ووقوفهم‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم‭ ‬بتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬والمعنوي‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مشوارهم‭ ‬يعتبر‭ ‬حافزًا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭.‬

نصيحة‭ ‬أخيرة‭ ‬للشباب،‭ ‬أنتم‭ ‬تمثلون‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬ونبصم‭ ‬بأنكم‭ ‬تتمتعون‭ ‬بحنكة‭ ‬وذكاء‭ ‬شديدين،‭ ‬وأنكم‭ ‬تحملون‭ ‬أفكارًا‭ ‬خلاقة،‭ ‬كما‭ ‬تملكون‭ ‬الجرأة‭ ‬والمبادرة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس،‭ ‬وهذه‭ ‬كلها‭ ‬صفات‭ ‬رائعة،‭ ‬لكن‭ ‬تذكروا‭ ‬أنكم‭ ‬مازلتم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق،‭ ‬ولا‭ ‬تملكون‭ ‬الخبرة‭ ‬الكافية‭ ‬والنظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬أولياء‭ ‬أموركم،‭ ‬فقد‭ ‬علمتهم‭ ‬الحياة‭ ‬تجارب‭ ‬كثيرة‭ ‬اكتسبوا‭ ‬منها‭ ‬خبرات‭ ‬متراكمة‭ ‬تعتبر‭ ‬كنزًا‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬أخذ‭ ‬الرأي‭ ‬والمشورة‭ ‬والنصح‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬