عنفوان

ليست مرجلة

| جاسم اليوسف

أكاد‭ ‬أجزم‭ ‬أن‭ ‬“الرجل”‭ ‬الذي‭ ‬رأى‭ ‬زوجته‭ ‬المعلقة‭ ‬وقد‭ ‬انتشر‭ ‬لها‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬عم‭ ‬أرجاء‭ ‬البحرين‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬لم‭ ‬تسعه‭ ‬الدنيا‭ ‬فرحا‭ ‬في‭ ‬هز‭ ‬خاصرته‭ ‬بمباركة‭ ‬من‭ ‬الفقه‭ ‬الديني‭ ‬الذي‭ ‬سمحت‭ ‬بعض‭ ‬أحكامه‭ - ‬بتفسير‭ ‬بشري‭ - ‬له‭ ‬ولغيره‭ ‬التنفيس‭ ‬في‭ ‬إفراغ‭ ‬شحنات‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬جنس‭ ‬الإناث‭ ‬بعد‭ ‬أمه‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬أولاده،‭ ‬وليثبت‭ ‬للناس‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اعوجاجا‭ ‬أخلاقيا‭ ‬فقهيا‭ ‬وفضيحة‭ ‬اجتماعية‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الطلاق‭ ‬والخلع‭ ‬وجب‭ ‬الالتفات‭ ‬اليه‭ ‬وتداركه‭ ‬بالسرعة‭ ‬القصوى‭.‬

حتى‭ ‬محاولة‭ ‬البعض‭ ‬“الطبطبة”‭ ‬واحتواء‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بآراء‭ ‬فقهية‭ ‬من‭ ‬مراجع‭ ‬معتبرة‭ ‬ولها‭ ‬وزنها‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬إمكان‭ ‬الخلع‭ ‬وفق‭ ‬سياسة‭ ‬التدرج‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل،‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬نفعا‭ ‬في‭ ‬إسكات‭ ‬حالة‭ ‬الغليان‭ ‬المستشري‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المصطفين‭ ‬والمتعاطفين‭ (‬رجالا‭ ‬ونساء‭) ‬مع‭ ‬المعلقات،‭ ‬واضعين‭ ‬يدهم‭ ‬على‭ ‬جرح‭ ‬غائر‭ ‬مزمن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬قانون‭ ‬واضح‭ ‬ينصف‭ ‬المعلقة‭ ‬ويشعرها‭ ‬بآدميتها‭ ‬ويخرجها‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬اختارت‭ ‬بكامل‭ ‬إرادتها‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭.‬

ولكي‭ ‬لا‭ ‬نمارس‭ ‬هوايتنا‭ ‬المفضلة‭ ‬في‭ ‬دفن‭ ‬رؤوسنا‭ ‬في‭ ‬الرمال‭ ‬كلما‭ ‬أثيرت‭ ‬قضية‭ ‬اجتماعية‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬قصصا‭ ‬مروعة‭ ‬يشيب‭ ‬لها‭ ‬رأس‭ ‬الرضع‭ ‬ويعرفها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬وفيها‭ ‬يبتز‭ ‬بعض‭ ‬مزاولي‭ ‬الدين‭ ‬ومن‭ ‬لديهم‭ ‬حسم‭ ‬قرار‭ ‬الخلع،‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعلقات‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يبتن‭ ‬ليلة‭ ‬ساخنة‭ ‬معهن‭ ‬أو‭ - ‬ربما‭ ‬ليالي‭ ‬عدة‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬وقته‭ ‬المجدول‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬ضحية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ - ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصيرهن‭ ‬التعليق‭ ‬إلى‭ ‬أبد‭ ‬الآبدين،‭ ‬إن‭ ‬رفضت‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬“السخي”،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يحدث‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭ ‬وتحت‭ ‬غطائه‭ ‬الشرعي‭.‬

وأتساءل‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬سيكلف‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬إن‭ ‬عقدوا‭ ‬لقاء‭ ‬مصغرا‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعلقات‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬شكاواهن‭ ‬وملاحظاتهن،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬توافقية‭ ‬مشتركة‭ ‬للدفع‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬الشائك‭ ‬والمتفاقم‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬مقبول‭ ‬ينهي‭ ‬معاناتهن‭ ‬ويكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬كرامة‭ ‬الآدمي‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى،‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬ضرورة‭ ‬صونها‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭.‬