كُلنا شركاء في السلام

| عبدعلي الغسرة

السلام‭ ‬أمل‭ ‬كل‭ ‬إنسان،‭ ‬وجميع‭ ‬البلدان،‭ ‬السلام‭ ‬يعني‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬آمنة،‭ ‬تسكت‭ ‬فيها‭ ‬المدافع،‭ ‬ويغيب‭ ‬عنها‭ ‬العُنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬ويأكل‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬يشعرون‭ ‬بالظمأ،‭ ‬وبالسلام‭ ‬تنعم‭ ‬البلاد‭ ‬بالنماء‭ ‬وشعبها‭ ‬بالرخاء،‭ ‬وجميع‭ ‬المشاكل‭ ‬تعالج‭ ‬بالحوار‭ ‬والاحترام‭ ‬والتعايش،‭ ‬ويتحقق‭ ‬السلام‭ ‬بالتعاون‭ ‬الإنساني‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها،‭ ‬ولقيمة‭ ‬السلام‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحياتية‭ ‬حددت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للاحتفاء‭ ‬به‭ ‬وتعزيز‭ ‬مُثله‭ ‬ومراميه‭. ‬يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬2021م‭ ‬بشعار‭ ‬“التعافي‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬منصف‭ ‬ومستدام”‭. ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ ‬ومن‭ ‬الصراعات‭ ‬الميدانية‭ ‬والنزاعات‭ ‬السياسية،‭ ‬ليعيش‭ ‬العالم‭ ‬وشعوبه‭ ‬في‭ ‬أمنٍ‭ ‬وسلام،‭ ‬عالم‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬العُنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والحرب‭ ‬والدمار،‭ ‬والطائفية‭ ‬والعصبية‭ ‬الجاهلية‭ ‬وانتهاك‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ليكون‭ ‬عالمنا‭ ‬أكثر‭ ‬مساواة‭ ‬وعدلًا‭ ‬واستدامة‭ ‬وصحة‭ ‬وإنسانية‭. ‬وقد‭ ‬دعا‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020م‭ ‬“لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم”‭ ‬وبذلك‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بالإجماع‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2021م‭ ‬قرارًا‭ ‬يدعو‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬“وقف‭ ‬إنساني‭ ‬مستدام‭ ‬للنزاعات‭ ‬المحلية‭ ‬ــ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحاصرون‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬اللقاحات‭ ‬والعلاجات‭ ‬الضرورية‭ ‬للبقاء”‭. ‬إن‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الكورونا‭ ‬والكراهية‭ ‬والتمييز‭ ‬والعُنف‭ ‬والحروب،‭ ‬ومن‭ ‬آثار‭ ‬المناخ،‭ ‬يتحقق‭ ‬بالسلام‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭. ‬فبجانب‭ ‬حاجة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وشعوبها‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬فهي‭ ‬بحاجة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬عالمي‭ ‬مستدام‭ ‬وعادل‭ ‬للجميع،‭ ‬اقتصاد‭ ‬ينتج‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬ويجتث‭ ‬البطالة‭ ‬ويقضي‭ ‬على‭ ‬الجوع‭ ‬ويوفر‭ ‬المياه‭ ‬للجميع،‭ ‬وفضاءً‭ ‬خاليا‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬المناخ‭ ‬السلبية،‭ ‬ويحتاج‭ ‬البشر‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬التعاطف‭ ‬واللطف‭ ‬والأمل‭ ‬والمحبة‭ ‬بينهم‭. ‬إن‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬والعادل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬يُحقق‭ ‬الخير‭ ‬والوئام‭ ‬ويهيئ‭ ‬السبل‭ ‬لتحقيق‭ ‬شراكة‭ ‬عالمية‭ ‬وتنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬تؤمِن‭ ‬مستقبلًا‭ ‬مشرقًا‭ ‬لشعوب‭ ‬الأرض‭.‬

لقد‭ ‬دعت‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬والأرضية‭ ‬والمواثيق‭ ‬والعهود‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬وحُسن‭ ‬الجوار،‭ ‬ليعيش‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭ ‬يُرسخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم،‭ ‬ويُساند‭ ‬قضايا‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬إن‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بيوم‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬بمثابة‭ ‬تذكير‭ ‬للعالم‭ ‬بمسؤولياته‭ ‬تجاه‭ ‬السلام‭ ‬وأهدافه،‭ ‬ولتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬المشترك‭ ‬لتحقيق‭ ‬النماء‭ ‬للدول‭ ‬والرخاء‭ ‬للشعوب،‭ ‬ولتتكاتف‭ ‬إرادة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬لجعل‭ ‬أوطاننا‭ ‬مكانًا‭ ‬للسلام،‭ ‬بالتعاون‭ ‬والعمل‭ ‬المناهض‭ ‬للمآسي‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والإنسانية‭.‬