ولا عزاء للبرلمان الأوروبي

| بدور عدنان

من‭ ‬المخزي‭ ‬والمعيب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬منصات‭ ‬وصروح‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬منجزات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬دول‭ ‬فقط‭ ‬نكاية‭ ‬فيها،‭ ‬أو‭ ‬لتمرير‭ ‬أجندات‭ ‬بهدف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬وكيف‭ ‬يدار‭ ‬وما‭ ‬يخرج‭ ‬باسمه‭ ‬من‭ ‬بيانات،‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬مصداقيتها‭ ‬ومشروعيتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬اكتسبتها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬إلا‭ ‬شخوصاً‭ ‬بحد‭ ‬ذاتهم‭ ‬يحركونها‭ ‬حسب‭ ‬مصالحهم‭ ‬وأهوائهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬ضاربين‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬سمعة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬بالأحرى‭ ‬الأمر‭ ‬الوحيد‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬سواه‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬مسه‭ ‬الضرر‭.‬

فبعد‭ ‬المغالطات‭ ‬والافتراءات‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حول‭ ‬ملفها‭ ‬الحقوقي،‭ ‬تطال‭ ‬اليوم‭ ‬مجدداً‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ادعاءات‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬افترى‭ ‬زوراً‭ ‬وبهتاناً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بيان‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأوضاع‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭.‬

من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬بجميع‭ ‬المكتسبات‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬ضمنت‭ ‬وأرست‭ ‬دعائم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬شاملة‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬تفرقة‭ ‬أو‭ ‬تمييز،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬واحة‭ ‬للمحبة‭ ‬والتعايش،‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الدول‭ ‬الجاذبة‭ ‬للعمالة‭ ‬والاستثمارات‭ ‬بفضل‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬كفلت‭ ‬جميع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إضافة‭ ‬للمزايا‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجدها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬تتغنى‭ ‬وتصدح‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

لست‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬شرح‭ ‬الواقع‭ ‬الحقوقي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬فالأمر‭ ‬واضح‭ ‬كنور‭ ‬الشمس،‭ ‬لكن‭ ‬إن‭ ‬اختاروا‭ ‬وضع‭ ‬أيديهم‭ ‬على‭ ‬أعينهم‭ ‬ليتفادوا‭ ‬رؤيته،‭ ‬فذلك‭ ‬لن‭ ‬يحجب‭ ‬أو‭ ‬يعمي‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الملايين‭ ‬التي‭ ‬ستشهد‭ ‬معرض‭ ‬إكسبو‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬سيلمسون‭ ‬وسيوقنون‭ ‬زور‭ ‬ادعائهم‭ ‬وكذب‭ ‬مزاعمهم،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬نهج‭ ‬بياناتهم‭ ‬وديدن‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يشهدوا‭ ‬الواقع‭ ‬والحقيقة‭. ‬“عمار‭ ‬يا‭ ‬الإمارات‭ ‬عمار”،‭ ‬ولا‭ ‬عزاء‭ ‬للمنافقين‭ ‬المتنفعين‭.‬