سوالف

الضحك والكذب على الناس باسم الدين

| أسامة الماجد

“المسلمون‭ ‬الأوائل‭ ‬افتدوا‭ ‬الإسلام‭ ‬بأرواحهم،‭ ‬ونأتي‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬لكي‭ ‬نمسخ‭ ‬الإسلام‭ ‬وندلل‭ ‬عليه”،‭ ‬عبارة‭ ‬قالها‭ ‬والدي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬35‭ ‬عاما،‭ ‬وكان‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬الذين‭ ‬يشوهون‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام‭ ‬ويستغلونه‭ ‬لمصالح‭ ‬شخصية،‭ ‬ونجد‭ ‬اليوم‭ ‬التاريخ‭ ‬يعيد‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الكذابين‭ ‬والمتمصلحين‭ ‬بعمليات‭ ‬تضليل‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬وقوة‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬الدجل‭ ‬والدعايات،‭ ‬وبوسعنا‭ ‬أن‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬مساجلة‭ ‬طويلة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬نسوق‭ ‬فيها‭ ‬نماذج‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الكذابين‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬صورة‭ ‬زائفة‭ ‬للعالم‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬وعظمته،‭ ‬وأولهم‭ ‬من‭ ‬يستخدم‭ ‬الطرق‭ ‬الملتوية‭ ‬في‭ ‬التسول،‭ ‬كحمل‭ ‬رسالة‭ ‬يتوجه‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬ويخبرهم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وأن‭ ‬منطقته‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬مسجد،‭ ‬ويخصص‭ ‬ملفا‭ ‬كاملا‭ ‬عن‭ ‬الموت‭ ‬الجماعي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬قريته‭ ‬بهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬المشفرة‭ ‬بعبارات‭ ‬الكذب‭ ‬والتضليل‭.‬

والآخر‭ ‬صاحب‭ ‬الصيحة‭ ‬الزائفة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يتصاعد‭ ‬بنغمة‭ ‬“التدين‭ ‬والالتزام”‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬سباق‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية،‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم،‭ ‬فتجده‭ ‬مرابطا‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬ويخصص‭ ‬وقته‭ ‬كله‭ ‬للمحاضرات‭ ‬والضحك‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬والثرثرة‭ ‬عن‭ ‬الدقة‭ ‬والنزاهة‭ ‬ومجافاة‭ ‬التعصب،‭ ‬ويقسم‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬دورين،‭ ‬الأول‭ ‬اشتغاله‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬بأنه‭ ‬جدير‭ ‬بثقة‭ ‬أهل‭ ‬الدائرة،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الدعائم‭ ‬التي‭ ‬سيعتمد‭ ‬عليها‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬والدور‭ ‬الثاني‭ ‬محاولة‭ ‬كسبه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ترتيب‭ ‬شكاوى‭ ‬الناس‭ ‬وتبويبها‭ ‬وفهرستها،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الوعود‭ ‬الحاسمة‭ ‬بحلها‭ ‬مهما‭ ‬تنوعت‭ ‬أشكالها‭ ‬وألوانها،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬يحالفه‭ ‬الحظ‭ ‬ويفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬ويضمن‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬النائب،‭ ‬يقول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ضحك‭ ‬عليهم‭ ‬بتدينه‭ ‬الزائف‭.. ‬حظا‭ ‬طيبا‭ ‬لكم‭ ‬و”عقبال‭ ‬الأشجار‭ ‬المثمرة‭ ‬في‭ ‬الخريف‭ ‬القادم”‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تلفت‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬استغلال‭ ‬الدين‭ ‬للمصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬والدواعش،‭ ‬فهم‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الموكب‭ ‬بين‭ ‬التهليل‭ ‬وأناشيد‭ ‬الدعاء‭ ‬الزائفة‭.‬