من جديد

زوجان سعيدان بالمطعم!

| د. سمر الأبيوكي

كنت‭ ‬بصحبة‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬عندما‭ ‬خرجنا‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬العشاء‭ ‬معا،‭ ‬وكعادتي‭ ‬تقع‭ ‬عيناي‭ ‬أحيانا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬حولي‭ ‬في‭ ‬المكان،‭ ‬فيجذبني‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أحوال‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬حولي،‭ ‬أرصد‭ ‬ضحكاتهن‭ ‬وأمزجتهن‭ ‬السيئة‭ ‬تارة،‭ ‬والسعيدة‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭.‬

وقد‭ ‬فطنت‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬غريبة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬أحوال‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬تناول‭ ‬الطعام،‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬أكثرهن‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬السعادة‭ ‬عند‭ ‬خروجهن‭ ‬مع‭ ‬صديقاتهن،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬الملاحظة‭ ‬عند‭ ‬خروج‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬الرجال‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬أما‭ ‬تلك‭ ‬الأسر‭ ‬أو‭ ‬الأزواج‭ ‬أو‭ ‬المخطوبون،‭ ‬فطلعاتهم‭ ‬معروفة‭ ‬ومكررة‭ ‬لي‭ ‬كثيرا،‭ ‬الرجل‭ ‬متقطب‭ ‬الحاجبين،‭ ‬المرأة‭ ‬تأكل‭ ‬في‭ ‬صمت،‭ ‬ينتهيان‭ ‬من‭ ‬الوجبة‭ ‬ويغادران‭ ‬المكان‭ ‬فورا‭ ‬وعلى‭ ‬عجالة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أراقب‭ ‬زوجين‭ ‬في‭ ‬أعمار‭ ‬مختلفة‭ ‬أجد‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬مكررا،‭ ‬قد‭ ‬تطول‭ ‬الجلسة‭ ‬فقط‭ ‬عندما‭ ‬يكونان‭ ‬يعبثان‭ ‬في‭ ‬الهاتف‭ ‬غير‭ ‬مكترثين‭ ‬بوجودهما‭ ‬معا،‭ ‬الجسد‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬معا‭ ‬والقلب‭ ‬والعاطفة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭! ‬

 

ومضة

لماذا؟‭ ‬لماذا‭ ‬نترجم‭ ‬أفضل‭ ‬اللحظات‭ ‬لدينا‭ ‬وكأنها‭ ‬واجب‭ ‬لابد‭ ‬منه،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مشاعر‭ ‬الزوجين‭ ‬أو‭ ‬المخطوبين‭ ‬أو‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬تصنيف‭ ‬وضعهما‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فيستمتعان‭ ‬معا‭ ‬بتناول‭ ‬الوجبة‭ ‬ويتبادلان‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬ويغمران‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬بتجديد‭ ‬لحظات‭ ‬الود‭ ‬والتقارب‭. ‬

لماذا‭ ‬أعزائي‭ ‬الرجال‭ ‬الضحك‭ ‬والسعادة‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأقران‭ ‬فقط،‭ ‬بينما‭ ‬التوتر‭ ‬وتناول‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬عجلة،‭ ‬والصمت‭ ‬هو‭ ‬فاتورة‭ ‬نزهتك‭ ‬مع‭ ‬زوجتك‭ ‬أو‭ ‬خطيبتك؟‭ ‬متى‭ ‬تتبدل‭ ‬ثقافة‭ ‬الواجب‭ ‬لتحل‭ ‬محلها‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بأهم‭ ‬لحظات‭ ‬حياتنا،‭ ‬ولا‭ ‬أخفيكم‭ ‬أن‭ ‬الكثيرات‭ ‬أصبحن‭ ‬يستمتعن‭ ‬برفقة‭ ‬صديقاتهن‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أزواجهن،‭ ‬معللات‭ ‬ذلك‭ ‬بتغيير‭ ‬الأجواء‭ ‬وتخفيف‭ ‬“المغثة”‭! ‬فهل‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬له‭ ‬مقبول؟