فجر جديد

“ثعابين من تحت لتحت”

| إبراهيم النهام

حين‭ ‬يكتب‭ ‬الصحافي‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬مشكلة‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬شكوى‭ ‬ما،‭ ‬وحين‭ ‬يشير‭ ‬بمتن‭ ‬مقاله‭ ‬إلى‭ ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬ظاهرة،‭ ‬فهذا‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬واجبه،‭ ‬ومسؤولياته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمهنية‭.‬

وهو‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬لأجله،‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬بشجاعة‭ ‬لمكان‭ ‬الخلل،‭ ‬أو‭ ‬الضرر،‭ ‬أو‭ ‬النقص،‭ ‬ثم‭ ‬يصف‭ ‬ويسترسل،‭ ‬ليعرف‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬بدون‭ ‬أية‭ ‬رتوش‭ ‬أو‭ ‬مكياج‭ ‬أو‭ ‬“فاونديشن”،‭ ‬ثم‭ ‬يقدم‭ ‬بنهاية‭ ‬مادته‭ ‬الصحافية‭ ‬توصياته‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬هو،‭ ‬ونظر‭ ‬المتضرر‭ ‬والناس‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬الشريفة،‭ ‬والمطلوبة،‭ ‬توجد‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬“الإزعاج‭ ‬والانزعاج”‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يتدخل‭ ‬بعمله‭ ‬وواجبه‭ ‬بالعتب‭ ‬وربما‭ ‬التشكيك،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعته‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬وصريح،‭ ‬ويشخصن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُكتب،‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬شغل‭ ‬للصحافيين‭ ‬أو‭ ‬الكُتاب،‭ ‬إلا‭ ‬الحديث‭ ‬عنه،‭ ‬وتتبع‭ ‬أخباره‭ ‬وملاحقته‭.‬

كما‭ ‬أنهم‭ ‬وبشكل‭ ‬مناقض‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يُنشر،‭ ‬من‭ ‬ملاحظات‭ ‬ونقد‭ ‬وشكاوى‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬والمراجعين،‭ ‬لا‭ ‬يحاولون‭ ‬لوهلة‭ ‬النظر‭ ‬لما‭ ‬يكتب،‭ ‬ولا‭ ‬يسعون‭ ‬لمعرفة‭ ‬حقيقته،‭ ‬أو‭ ‬مسبباته،‭ ‬أو‭ ‬الضرر‭ ‬الناتج‭ ‬عنه،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬غمامة‭ ‬سوداء‭ ‬تغطي‭ ‬أعينهم‭ ‬وقلوبهم،‭ ‬وضمائرهم‭.‬

يجب‭ ‬حماية‭ ‬الصحافي‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬الدخلاء‭ ‬والخبثاء‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬الخاصة‭ ‬والفئوية،‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬“من‭ ‬تحت‭ ‬لتحت”،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬كـ‭ ‬“الطوفه‭ ‬الهبيطه”‭ ‬الكل‭ ‬يقفز‭ ‬من‭ ‬فوقها،‭ ‬و‭ ‬”يتنطط‭ ‬ويرغي”،‭ ‬ويزبد،‭ ‬ويرعد،‭ ‬فبذلك‭ ‬إشكالية،‭ ‬وعثرة،‭ ‬وحاجز‭ ‬لمساعي‭ ‬التصحيح،‭ ‬والوفاء‭ ‬للبلد،‭ ‬وخدمة‭ ‬الناس‭.‬