ومضة قلم

شمس البحرين

| محمد المحفوظ

كانت‭ ‬قناعتنا‭ ‬–‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬–‭ ‬أنّ‭ ‬مملكتنا‭ ‬زاخرة‭ ‬بالطاقات‭ ‬والمواهب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬جدارة‭ ‬وكفاءة‭ ‬وتميزا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متوافر‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى،‭ ‬فقط‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات‭ ‬كانت‭ ‬بانتظار‭ ‬فرصة‭ ‬لإثبات‭ ‬تميزهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للدعم‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬لتأكيد‭ ‬مواهبهم،‭ ‬ولعل‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الفضائية‭ ‬البحرينية‭ ‬أدركوا‭ ‬ربما‭ ‬متأخرين‭ ‬قليلا‭ ‬احتياجات‭ ‬الجمهور‭ ‬البحرينيّ‭ ‬وتعطشه‭ ‬لما‭ ‬يلبي‭ ‬طموحاته‭ ‬وأحلامه،‭ ‬ومواكبة‭ ‬عصر‭ ‬السباق‭ ‬الإعلامي‭ ‬لإرضاء‭ ‬المشاهدين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مشاربهم‭.‬

يبدو‭ ‬لنا‭ ‬أنّ‭ ‬المتابعين‭ ‬لما‭ ‬يبث‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬البحرين‭ ‬الفضائية‭ ‬يتساءلون‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وهل‭ ‬يلبيّ‭ ‬أشواقهم،‭ ‬وأنّ‭ ‬التركيز‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬الترفيهية‭ ‬وحدها‭ ‬وهي‭ ‬مطلوبة،‭ ‬نقول‭ ‬هذا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأنّ‭ ‬إرضاء‭ ‬الجميع‭ ‬غاية‭ ‬يصعب‭ ‬تحقيقها‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬مستحيلة‭ ‬أبدا‭.‬

في‭ ‬الأيام‭ ‬الفائتة‭ ‬أثار‭ ‬انتباهنا‭ ‬البرنامج‭ ‬الصباحي‭ ‬“شمس‭ ‬البحرين”‭ ‬الذي‭ ‬يبث‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬من‭ ‬الفضائية‭ ‬البحرينية‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬البرامج‭ ‬المتميزة‭ ‬إعدادا‭ ‬وتقديماً،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬أخرى،‭ ‬ولعل‭ ‬أحد‭ ‬عوامل‭ ‬تميز‭ ‬“شمس‭ ‬البحرين”‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬المقدمين‭ ‬دلال‭ ‬العلوي‭ ‬وعبدالله‭ ‬الحسيني‭ ‬اللذين‭ ‬يتمتعان‭ ‬بالموهبة‭ ‬والحضور،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اللباقة‭ ‬في‭ ‬المحاورة‭ ‬والمهارة‭ ‬الفائقة‭ ‬في‭ ‬الحوار،‭ ‬وهي‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬برنامج،‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬انها‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التلفزيوني‭ ‬إلا‭ ‬انها‭ ‬أكدت‭ ‬نجاحهما‭.‬

لا‭ ‬يكاد‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭ ‬استضافته‭ ‬أصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬والمبدعين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحرينيّ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وهي‭ ‬وحدها‭ ‬كافية‭ ‬لنجاحه،‭ ‬وكم‭ ‬يشعر‭ ‬المتابع‭ ‬بالفخر‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬شبابنا‭ ‬من‭ ‬إصرار‭ ‬وعزيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬الظروف‭ ‬لإثبات‭ ‬تميزهم‭. ‬كثيرون‭ ‬حققوا‭ ‬نجاحات‭ ‬جديرة‭ ‬بالثناء‭ ‬وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الطريق‭ ‬أمامهم‭ ‬سهلا‭ ‬كما‭ ‬يتصور‭ ‬البعض،‭ ‬لكن‭ ‬المثير‭ ‬للإعجاب‭ ‬هو‭ ‬إقدامهم‭ ‬على‭ ‬المغامرة‭. ‬

وتبقى‭ ‬الملاحظة‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬لها‭ ‬أنّ‭ ‬بعض‭ ‬الفقرات‭ ‬جاءت‭ ‬مكملة‭ ‬وهي‭ ‬استضافة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين،‭ ‬ولا‭ ‬خلاف‭ ‬على‭ ‬استضافتهم‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الاستضافة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بعمل‭ ‬جديد‭ ‬لا‭ ‬اجترارا‭ ‬لأقوال‭ ‬تم‭ ‬ترديدها‭ ‬مرارا‭ ‬ولا‭ ‬تهم‭ ‬المشاهد‭.‬