هيئة الكهرباء والماء... برافو

| زهير توفيقي

أعلم‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاستياء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬موضوع‭ ‬ارتفاع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وكذلك‭ ‬موضوع‭ ‬تسديد‭ ‬الفواتير‭ ‬من‭ ‬تركة‭ ‬المتوفى،‭ ‬وقد‭ ‬أشبعت‭ ‬نقاشًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمهور‭ ‬والصحافة‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وللإنصاف،‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشيد‭ ‬بمبادرة‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بتدشين‭ ‬خدمة‭ ‬زيارة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وذوي‭ ‬الهمم‭ ‬حرصًا‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬تطوير‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬إذ‭ ‬تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬لتسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬تمرير‭ ‬طلبات‭ ‬المشتركين‭ ‬ممن‭ ‬تنطبق‭ ‬عليهم‭ ‬الشروط،‭ ‬حيث‭ ‬تتم‭ ‬زيارتهم‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬لاستلام‭ ‬وتحرير‭ ‬طلباتهم‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬لزيارة‭ ‬مركز‭ ‬خدمات‭ ‬المشتركين،‭ ‬كما‭ ‬حرصت‭ ‬الهيئة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إنجاز‭ ‬معاملاتهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أو‭ ‬ليست‭ ‬لديهم‭ ‬المقدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬موظفو‭ ‬الهيئة‭ ‬بزيارتهم‭ ‬وإنجاز‭ ‬معاملاتهم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وكذلك‭ ‬إطلاعهم‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬إنجازها‭ ‬إلكترونيًا‭.‬

شخصيًا‭ ‬طرحت‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬بتاريخ‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬أغسطس‭ ‬المنصرم‭ ‬بعنوان‭ ‬“عصر‭ ‬التكنولوجيا”،‭ ‬حيث‭ ‬ذكرت‭ ‬فيه‭ ‬انزعاجي‭ ‬الشديد‭ ‬لرؤية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المراجعين‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬البنوك‭ ‬وبعض‭ ‬الدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬قاصدين‭ ‬إتمام‭ ‬معاملاتهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بإمكانهم‭ ‬إجراؤها‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬فهذه‭ ‬الخدمة‭ ‬التي‭ ‬دشنتها‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬موضوع‭ ‬المقال،‭ ‬حيث‭ ‬غياب‭ ‬المعرفة‭ ‬باستخدام‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وكذلك‭ ‬مساعدتهم‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬معاملاتهم‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬لتعليقات‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬سلبية‭ ‬في‭ ‬مجملها،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬فصل‭ ‬المواضيع‭ ‬والقرارات،‭ ‬فأي‭ ‬قرار‭ ‬إيجابي‭ ‬ويخدم‭ ‬الجمهور‭ ‬فمن‭ ‬واجبنا‭ ‬تقديم‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء‭. ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الكريم‭: ‬“وَإِذْ‭ ‬تَأَذَّنَ‭ ‬رَبُّكُمْ‭ ‬لَئِن‭ ‬شَكَرْتُمْ‭ ‬لأَزِيدَنَّكُمْ”‭ (‬إبراهيم‭:‬7‭).‬

ولابد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بمبادرة‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ستلقي‭ ‬ظلالها‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬إن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬يشكلون‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬خدمات‭ ‬المشتركين‭ ‬لإنجاز‭ ‬معاملاتهم،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬سيستمرون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬خدماتها‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬متمنيًا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬الخدمية‭ ‬الأخرى‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬إجراءاتها‭ ‬الإدارية‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الميسرة‭ ‬وباستخدام‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬والسبل‭ ‬للتسهيل‭ ‬على‭ ‬المراجعين‭ ‬لإجراء‭ ‬معاملاتهم‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يسمى‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإدارة‭ ‬“continuous improvements”‭.‬