صور مختصرة

“جك وجبك وعفّرت عليك”

| عبدالعزيز الجودر

أغلب‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬“تئن‭ ‬وتوّن”‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬استقدام‭ ‬عمال‭ ‬الخدمة‭ ‬المنزلية،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬العاملات‭ ‬اللاتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬خدماتهن،‭ ‬خصوصا‭ ‬لكبار‭ ‬المواطنين‭ ‬والمرضى‭ ‬وذوي‭ ‬الهمم‭ ‬والموظفين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المحتاجة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬هما‭ ‬كبيرا‭ ‬ووجعا‭ ‬مقلقا‭ ‬لكل‭ ‬أولئك‭.‬

كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬بأن‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬ارتفعت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬ومبالغا‭ ‬فيه،‭ ‬خصوصا‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الجائحة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إبقاء‭ ‬العاملة‭ ‬عند‭ ‬وصولها‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬الحجر‭ ‬بأحد‭ ‬الفنادق‭ ‬البحرينية‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬أيام،‭ ‬وبهذا‭ ‬تصل‭ ‬الكلفة‭ ‬الإجمالية‭ ‬“شيله‭ ‬بيله”‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬2000‭ ‬دينار،‭ ‬شاملة‭ ‬أتعاب‭ ‬مكتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬ورسم‭ ‬التأشيرة‭ ‬واستخراج‭ ‬بطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬ورسم‭ ‬الفحص‭ ‬الطبي‭ ‬والإقامة‭ ‬بالفندق،‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬يتكفل‭ ‬بدفعها‭ ‬البحريني‭ ‬صاحب‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬“جبده،‭ ‬فوق‭ ‬ذي‭ ‬كله‭ ‬أنت‭ ‬وحظك‭ ‬يا‭ ‬تطلع‭ ‬يايه‭ ‬تشتغل‭ ‬أو‭ ‬جك‭ ‬وجبك‭ ‬وعفّرت‭ ‬على‭ ‬أدنات‭ ‬الدون‭ ‬وشالت‭ ‬عليه،‭ ‬لا‭ ‬بك‭ ‬أمسحت‭ ‬ذرعانك‭ ‬ويايبها،‭ ‬ولا‭ ‬بك‭ ‬أتحاتي‭ ‬وين‭ ‬طقت‭ ‬براسها،‭ ‬وبعدين‭ ‬تعال‭ ‬فجج‭ ‬من‭ ‬هالبلوه‭ ‬اللي‭ ‬طبت‭ ‬على‭ ‬يافوخك،‭ ‬وآه‭ ‬من‭ ‬بطني‭ ‬وآه‭ ‬من‭ ‬ظهري”‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬عمال‭ ‬الخدمة‭ ‬المنزلية‭ ‬أسوة‭ ‬ببعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬قانونا‭ ‬صارما‭ ‬يحدد‭ ‬أسعار‭ ‬الاستقدام‭ ‬والرواتب‭ ‬“واللي‭ ‬لها‭ ‬واللي‭ ‬عليها”،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬المنقذ‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬ينصف‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رقابة‭ ‬مستمرة،‭ ‬ستظل‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬باقية‭ ‬وستتفاقم‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬لها‭.‬

الصورة‭ ‬الثانية

نأمل‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمواعيد‭ ‬الفصلية‭ ‬التي‭ ‬تعطى‭ ‬للمرضى‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬في‭ ‬المشافي‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬الحكومية،‭ ‬وذلك‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬الذين‭ ‬تجاوزت‭ ‬أعمارهم‭ ‬60‭ ‬عاما،‭ ‬وعدم‭ ‬إلزامهم‭ ‬بالحضور‭ ‬الشخصي،‭ ‬والاكتفاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأطباء‭ ‬المختصين‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬معمولا‭ ‬به‭ ‬أثناء‭ ‬اشتداد‭ ‬انتشار‭ ‬الجائحة،‭ ‬باستثناء‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬التواجد‭ ‬الشخصي،‭ ‬وذلك‭ ‬رحمة‭ ‬بصحة‭ ‬المرضى‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تخفيفا‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المشافي‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬