رؤيا مغايرة

مسرحية حوادث 11 سبتمبر

| فاتن حمزة

أحيت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لهجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬الدامية،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬انسحاب‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬فاسحة‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬عودة‭ ‬طالبان‭ ‬للحكم،‭ ‬وتم‭ ‬تخليد‭ ‬أرواح‭ ‬الضحايا‭ ‬واستذكار‭ ‬الهجمات‭ ‬المروعة‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬الاعتداءات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خطف‭ ‬19‭ ‬عنصرا‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬طائرات‭ ‬ركاب‭ ‬أميركية،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭. ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا‭ ‬أستحضر‭ ‬قصة‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬كذب‭ ‬وصدق‭ ‬نفسه‭ ‬كلما‭ ‬أتابع‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬لمسرحية‭ ‬البرجين،‭ ‬الكل‭ ‬يعلم‭ ‬يقيناً‭ ‬أن‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بواحد‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬11‭ ‬سبتمبر،‭ ‬لكن‭ ‬أميركا‭ ‬أرادت‭ ‬تدمير‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان،‭ ‬أو‭ ‬بتعبير‭ ‬أدق‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتعاون‭ ‬معها،‭ ‬لا‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬ذيلا‭ ‬لها‭ ‬كإيران‭ ‬التي‭ ‬يتبجح‭ ‬قادتها‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬لو‭ ‬لا‭ ‬إيران‭ ‬لما‭ ‬سقطت‭ ‬كابول‭ ‬ولا‭ ‬بغداد‭. ‬كلنا‭ ‬يعرف‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬القاعدة‭ ‬وإيران،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬القاعدة‭ ‬يسرحون‭ ‬ويمرحون‭ ‬فيها‭ ‬ويتآمرون‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬الدول،‭ ‬واليوم‭ ‬وبكل‭ ‬وقاحة‭ ‬يسعون‭ ‬لإكمال‭ ‬مخططاتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرض‭ ‬للشقيقة‭ ‬السعودية‭ ‬رغم‭ ‬عجزهم‭ ‬عن‭ ‬إثبات‭ ‬تورطها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬الحادث‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

السعودية‭ ‬ماضية‭ ‬بقوة‭ ‬وحكمة‭ ‬واتزان‭ ‬وسط‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمنها‭ ‬ووحدتها،‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬ستكون‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وكل‭ ‬المجالات،‭ ‬لتنتقل‭ ‬ونحن‭ ‬معها‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬نقلة‭ ‬تاريخية‭ ‬يهابها‭ ‬ويحسب‭ ‬حسابها‭ ‬العالم،‭ ‬رؤية‭ ‬واعدة‭ ‬بالخير‭ ‬والتقدم‭ ‬والرقي‭ ‬ومستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬مليء‭ ‬بالخير،‭ ‬وفعلاً‭ ‬بقدر‭ ‬الذهول‭ ‬ستأتي‭ ‬الاتهامات‭ ‬والشتائم‭.‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬أذكر‭ ‬المغيبين‭ ‬الذين‭ ‬أضاعوا‭ ‬بوصلتهم‭ ‬وهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬3000‭ ‬ضحية،‭ ‬بينما‭ ‬يغفلون‭ ‬ويصمتون‭ ‬عن‭ ‬ملايين‭ ‬الأبرياء‭ ‬الذين‭ ‬قتلتهم‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق‭ ‬وغيرها‭ ‬بحجة‭ ‬أكذوبة‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭.‬