نقطة ارتكاز

لغز 11 سبتمبر بين الخديعة والابتزاز!

| د. غسان محمد عسيلان

بعد‭ ‬مرور‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬وقوعها،‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أنها‭ ‬ستُفرج‭ ‬عن‭ ‬الوثائق‭ ‬السرية‭ ‬لأحداث‭ ‬تفجيرات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬2001م‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬التجارة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مانهاتن‭ ‬بولاية‭ ‬نيويورك،‭ ‬وبدأ‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬بالفعل‭! ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬باتت‭ ‬ذكرى‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬هزَّت‭ ‬العالم‭ ‬موسمًا‭ ‬لابتزاز‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية؛‭ ‬إذ‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬تتهمها‭ ‬بالتورط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬المؤسفة،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُزعم‭ ‬ضد‭ ‬المملكة‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬مجرد‭ ‬أكاذيب‭ ‬وافتراءات‭ ‬لا‭ ‬دليل‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التحقيقات‭ ‬الأميركية‭ ‬ذاتها‭ ‬أكَّدت‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬يدين‭ ‬المملكة‭. ‬وقد‭ ‬رحَّبت‭ ‬المملكة‭ ‬رسميًّا‭ ‬برفع‭ ‬السرية‭ ‬عن‭ ‬الوثائق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحقيقات‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر؛‭ ‬لأنها‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬تام‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يدينها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بهذا‭ ‬الحادث‭ ‬الإجرامي‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد،‭ ‬وقد‭ ‬تعاملت‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬وشفافية‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬وأدانته‭ ‬فور‭ ‬وقوعه،‭ ‬وليس‭ ‬لديها‭ ‬ما‭ ‬تخفيه‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وطيلة‭ ‬الـ‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭ ‬والمملكة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المواد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذه‭ ‬الهجمات‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬استمرار‭ ‬ابتزاز‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬عبر‭ ‬ترويج‭ ‬ادعاءات‭ ‬كاذبة‭ ‬تزعم‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬ما‭ ‬بهذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬وتزداد‭ ‬دهشتنا‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الزج‭ ‬باسم‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وممارسة‭ ‬هذا‭ ‬الابتزاز‭ ‬الرخيص‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬روايات‭ ‬عديدة‭ ‬تسرد‭ ‬وقائع‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬بشكل‭ ‬حيَّر‭ ‬العالم‭! ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الروايات‭ ‬رواية‭ ‬تزعم‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬الأميركية‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬علمٍ‭ ‬بالموضوع،‭ ‬وأنها‭ ‬سهَّلت‭ ‬لمرتكبي‭ ‬الحادث‭ ‬تنفيذ‭ ‬جريمتهم‭ ‬لاستغلالها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الأميركية‭ ‬عبر‭ ‬شن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وقد‭ ‬صاحبت‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابي‭ ‬ملابسات‭ ‬غامضة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬وجود‭ ‬7‭ ‬مصورين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬على‭ ‬البناية‭ ‬المقابلة‭ ‬بكامل‭ ‬معداتهم‭ ‬صوروا‭ ‬الحادث‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬سرب‭ ‬لهم‭ ‬المعلومات،‭ ‬ثم‭ ‬أين‭ ‬كانت‭ ‬أنظمة‭ ‬الحماية‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬تتعقب‭ ‬الطائرات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭!‬

ستبقى‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬لغزًا‭ ‬غامضًا،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬تستغلها‭ ‬في‭ ‬ابتزاز‭ ‬المملكة‭.‬