فجر جديد

نظام المواعيد بالسلمانية

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬عدة‭ ‬أيام،‭ ‬استلمت‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬زكريا‭ ‬الكاظم‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬السكلر‭ ‬البحرينية،‭ ‬يحدثني‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬واقعة‭ ‬حدثت‭ ‬لأحدهم‭ ‬بقوله‭: ‬“كلمني‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬رجل‭ ‬ستيني‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬كليب،‭ ‬شاكيًا‭ ‬بألم،‭ ‬معاناة‭ ‬ابنه‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬المواعيد‭ ‬بمستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي”،‭ ‬ويقول‭ ‬“سجل‭ ‬ابني‭ ‬موعدا‭ ‬في‭ ‬عيادة‭ ‬العظام،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬شهور‭ ‬طويلة‭ ‬وبطيئة،‭ ‬تفاجأ‭ ‬بطبيبة‭ ‬العظام‭ ‬وهي‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬الموعد‭ ‬تم‭ ‬تسجيله‭ (‬بالغلط‭)‬،‭ ‬فتم‭ ‬إعطاؤه‭ ‬موعدا‭ ‬جديدا‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬شهور‭ ‬أيضًا،‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬ظروفه‭ ‬أو‭ ‬حالته‭ ‬الصحية”‭.‬

ويقول‭ ‬زكريا‭: ‬“حاول‭ ‬الأب‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره‭ ‬بعدها‭ ‬أن‭ ‬يشكو‭ ‬الأمر‭ ‬لجهة‭ ‬الاختصاص‭ ‬بالسلمانية،‭ ‬فردوا‭ ‬عليه‭ (‬علاقات‭ ‬المرضى‭) ‬بأن‭ ‬الشكوى‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬اختصاصهم،‭ ‬وحين‭ ‬ذهب‭ ‬لمكتب‭ ‬المسؤول‭ ‬المختص‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬رفضوا‭ ‬إدخاله‭ ‬إليه”‭.‬

ويكمل‭ ‬زكريا‭ ‬“بعدها‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬المريض‭ ‬لنائب‭ ‬رئيس‭ ‬الأطباء،‭ ‬وهناك‭ ‬تم‭ ‬تحويله‭ ‬لنائب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الأطباء،‭ ‬والتي‭ ‬بدورها‭ ‬أعطته‭ ‬موعدا‭ ‬للمقابلة،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الموعود،‭ ‬اعتذرت‭ ‬له‭ ‬لارتباطها‭ ‬بموعد‭ ‬آخر،‭ ‬قائلة‭ ‬له‭ (‬نشوفك‭ ‬بوقت‭ ‬ثاني‭)‬”‭.‬

ويقول‭ ‬الأب‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره‭ ‬“أنا‭ ‬رجل‭ ‬فقير،‭ ‬ولا‭ ‬أملك‭ ‬إمكانية‭ ‬علاج‭ ‬ابني‭ ‬على‭ ‬حسابي،‭ ‬أين‭ ‬أذهب؟‭ ‬ولمن‭ ‬أشكو‭ ‬بعد‭ ‬الله؟‭ ‬وماذا‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أفعل؟”‭.‬

أكتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬وأنا‭ ‬أستذكر‭ ‬بشكوى‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬كريم‭ ‬الخلق،‭ ‬أحاديث‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬المواعيد‭ ‬المتأخرة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والتي‭ ‬تطال‭ ‬الحالات‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتأجيل،‭ ‬كالأسنان،‭ ‬وأمراض‭ ‬النساء،‭ ‬والعظام،‭ ‬والجلدية،‭ ‬وغيرها،‭ ‬فإلى‭ ‬متى‭ ‬سيظل‭ ‬الناس‭ ‬بهذا‭ ‬الحال؟

من‭ ‬الأهمية،‭ ‬الانتقال‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬وجادة‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الطبي،‭ ‬يكون‭ ‬بها‭ ‬تقييم‭ ‬المراجعين‭ ‬والمرضى،‭ ‬المؤشر‭ ‬الرئيس‭ ‬للأداء،‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين،‭ ‬لأن‭ ‬بذلك‭ ‬حفظا‭ ‬للحقوق،‭ ‬وصونا‭ ‬للكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولكل‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬الدستور‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬