زبدة القول

هزيمة إخوان المغرب المدوية

| د. بثينة خليفة قاسم

‭ ‬جاءت‭ ‬الهزيمة‭ ‬المدوية‭ ‬لحزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬الإخواني‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬بمثابة‭ ‬ضربة‭ ‬ساحقة‭ ‬جديدة‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬لكي‭ ‬تخرج‭ ‬تماما‭ ‬خارج‭ ‬ميدان‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬تجربة‭ ‬خاسرة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬لها‭ ‬وللتنظيم‭ ‬العالمي‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬جعلت‭ ‬الناخب‭ ‬المغربي‭ ‬ينصرف‭ ‬عنها،‭ ‬بل‭ ‬ويعاقبها‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭. ‬الجماعة‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وهي‭ ‬متدثرة‭ ‬بشعارات‭ ‬ومبادئ‭ ‬شتى،‭ ‬ثم‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بخلع‭ ‬ملابسها‭ ‬قطعة‭ ‬قطعة‭ ‬وخرجت‭ ‬عريانة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنكرت‭ ‬لكل‭ ‬مبادئها‭ ‬وشعاراتها‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬دغدغت‭ ‬عواطف‭ ‬الجماهير‭. ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬الناخب‭ ‬المغربي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ورجل‭ ‬الشارع‭ ‬له‭ ‬تقييماته‭ ‬التي‭ ‬بنى‭ ‬عليها‭ ‬قراره‭ ‬الانتخابي،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تجرؤ‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬اتخاذها‭ ‬كصندوق‭ ‬المقاصة‭ ‬وتحرير‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬وتخفيض‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬وانعدام‭ ‬التشغيل‭ ‬وإضرابات‭ ‬رجال‭ ‬التعليم،‭ ‬فكان‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعاقبها‭ ‬الناخب‭ ‬المغربي‭ ‬لتنزل‭ ‬من‭ ‬125‭ ‬نائبا‭ ‬برلمانيا‭ ‬سنة‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬نائبا‭ ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬ضربة‭ ‬مؤلمة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭.‬