هل هي مصالحة سعودية إيرانية؟

| بدور عدنان

بحسب‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬هندية،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تستضيف‭ ‬نيودلهي‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الحالي‭ ‬مشاورات‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬مناقشة‭ ‬تطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يلتقي‭ ‬فيها‭ ‬وفد‭ ‬سعودي‭ ‬بنظيره‭ ‬الإيراني،‭ ‬فقد‭ ‬سربت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬أخبار‭ ‬أكدتها‭ ‬العراق‭ ‬عن‭ ‬اجتماعات‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬جمعت‭ ‬ممثلين‭ ‬للرياض‭ ‬وطهران،‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬تفاهمات‭ ‬معلنة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الرغبة‭ ‬موجودة‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين‭ ‬لتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والوصول‭ ‬لتقارب‭ ‬ينهي‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬جلياً‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬عندما‭ ‬أشار‭ ‬لذلك‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬متلفز‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬وقابلته‭ ‬تصريحات‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬لصيغة‭ ‬تفاهمية‭ ‬مع‭ ‬الرياض‭. ‬يبرز‭ ‬العنوان‭ ‬العريض‭ ‬لاجتماع‭ ‬نيودلهي‭ ‬الشأن‭ ‬الأفغاني‭ ‬كمحور‭ ‬للقاء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بحتمية‭ ‬التطرق‭ ‬لمواضيع‭ ‬الخلاف‭ ‬الأخرى،‭ ‬فرغم‭ ‬أهمية‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الأفغانية‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬بواقع‭ ‬الحال‭ ‬لا‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬مواضع‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬فتطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬إضافة‭ ‬لليمن‭ ‬تبقى‭ ‬أهم‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬النقاش‭ ‬والتفاوض‭ ‬حولها،‭ ‬لكن‭ ‬وبحكم‭ ‬استضافة‭ ‬الهند‭ ‬للقاء‭ ‬وقربها‭ ‬من‭ ‬الشأن‭ ‬الأفغاني،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬جميع‭ ‬أطراف‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشأن‭ ‬الأفغاني،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يشكل‭ ‬مدخلا‭ ‬يمهد‭ ‬للتفاوض‭ ‬حول‭ ‬الملفات‭ ‬الأخرى‭. ‬تطورات‭ ‬سريعة‭ ‬وجذرية‭ ‬تعصف‭ ‬بالمنطقة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬موازين‭ ‬القوى،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬هذا‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الرياض‭ ‬وطهران،‭ ‬فالسقوط‭ ‬المدوي‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬وتقلص‭ ‬نفوذ‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬كتركيا‭ ‬وقطر،‭ ‬إضافة‭ ‬لتغير‭ ‬بوصلة‭ ‬التحالفات‭ ‬كلها،‭ ‬عوامل‭ ‬تلقي‭ ‬بتأثيرها‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬الإيرانية‭.‬

مازال‭ ‬الوقت‭ ‬مبكراً‭ ‬جداً‭ ‬للتكهن‭ ‬بما‭ ‬ستسفر‭ ‬عنه‭ ‬هذه‭ ‬المشاورات،‭ ‬لكن‭ ‬وكقراءة‭ ‬أولية‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬التقارب‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابياً‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬السلام‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬مبدأ‭ ‬تنطلق‭ ‬منه‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬سياساتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬