رواد التنمية البشرية بالمحرق.. أحمد العمران (2)

| د. حسين المهدي

شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬“أم‭ ‬المدن”‭ ‬في‭ (‬1919م‭) ‬تأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬بقامات‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬تركوا‭ ‬بصماتهم‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحققة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والشاملة‭ ‬لجميع‭ ‬مجالات‭ ‬تطور‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭ ‬الكوادر‭ ‬البشرية‭ ‬المتعلمة،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرنا‭ ‬سابقاً‭ ‬نتابع‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬مجموعة‭ ‬مقالاتنا‭ ‬القادمة‭ ‬الإشادة‭ ‬بمن‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬المهني‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬التعليم‭ ‬الحديث‭.‬

وكما‭ ‬بدأنا‭ ‬بـ‭ ‬“مربي‭ ‬الأجيال”‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬العمران‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬بالمحرق‭ ‬في‭ (‬1909م‭) ‬واستعرضنا‭ ‬سيرته‭ ‬الحافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬خلال‭ (‬1923‭ - ‬1968م‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬له‭ ‬الجمهورية‭ ‬العراقية‭ ‬وسام‭ ‬الرافدين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭ (‬المحادين‭)‬،‭ ‬نكمل‭ ‬اليوم‭ ‬المراحل‭ ‬التالية‭ ‬لمساهماته‭ ‬المخلصة‭ ‬منذ‭ ‬باكورة‭ ‬المعارف‭ ‬مروراً‭ ‬بالتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬حتى‭ ‬تقاعده‭ ‬ووفاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬احتفالات‭ ‬البحرين‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ (‬1969م‭) ‬“تحت‭ ‬رعاية‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬أهدى‭ ‬فيه‭ ‬سيفاً‭ ‬ذهبياً‭ ‬للعمران‭ ‬تكريما‭ ‬وتقديراً‭ ‬له،‭ ‬وشارك‭ ‬بالاحتفالات‭ ‬وزراء‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬وقادة‭ ‬الجامعات‭ ‬ورؤساء‭ ‬المنظمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتربوية‭ ‬بالعالم‭ ‬وكبار‭ ‬التربويين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ممثلة‭ ‬بأمينها‭ ‬العام‭ ‬عبدالخالق‭ ‬حسونة،‭ ‬وافتتح‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬العمران‭ ‬متحف‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬متحف‭ ‬التعليم‭ - ‬وكنت‭ ‬ممن‭ ‬ساهم‭ ‬فيه‭ ‬كتشكيلي‭ ‬وطالب‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬مع‭ ‬أستاذي‭ ‬الرائع‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬راشد‭ ‬العريفي‭ - ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬معرض‭ ‬صور،‭ ‬وعرض‭ ‬رياضي‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ (‬4000‭) ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬كنموذج‭ ‬مقتبس‭ ‬من‭ ‬يوغسلافيا،‭ ‬وفقاً‭ ‬للدكتور‭ ‬عبدالحميد‭ ‬المحادين‭. ‬

في‭ (‬1970م‭) ‬عيُن‭ ‬رئيساً‭ ‬لمديرية‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأصبح‭ ‬أول‭ ‬وزير‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ (‬1971م‭)‬،‭ ‬ومستشاراً‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬آنذاك،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬ديسمبر‭ (‬1972م‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬قلدته‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسام‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الثانية‭ ‬ومنحته‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬وسام‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وقلدته‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬وسام‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ (‬1974م‭). ‬في‭ (‬1976م‭) ‬قلدته‭ ‬البحرين‭ ‬وسام‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وفي‭ (‬1989م‭) ‬منحته‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬وسام‭ ‬التكريم‭ ‬من‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ (‬آنذاك‭) ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭.‬

وكرمته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بإطلاق‭ ‬اسم‭ ‬“أحمد‭ ‬العمران”‭ ‬على‭ ‬مدرسة‭ ‬ثانوية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الحورة‭. ‬وغادرنا‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ (‬98‭) ‬في‭ (‬2007م‭).‬