فجر جديد

لا تنسوا المتقاعدين

| إبراهيم النهام

يدور‭ ‬الحديث‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬عن‭ ‬أولويات‭ ‬المتقاعدين‭ ‬واحتياجاتهم،‭ ‬وأوضاعهم‭ ‬بعد‭ ‬تنامي‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬والمعيشة،‭ ‬وتزايد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والبعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬تسببت‭ ‬به‭ ‬الجائحة،‭ ‬والتي‭ ‬أوجدت‭ ‬لهم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العزلة،‭ ‬والانكفاء‭ ‬على‭ ‬النفس‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدموه‭ ‬للبلد‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬وجهد‭ ‬وتأسيس‭ ‬وبناء‭ ‬بالقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬مازال‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭ ‬الآخرون‭ ‬في‭ ‬عملهم،‭ ‬وفي‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لوجود‭ ‬لفتة‭ ‬حقيقية‭ ‬للمتقاعدين‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

أولها‭ ‬الاستفادة‭ ‬منهم،‭ ‬ومن‭ ‬خبراتهم‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والصحية،‭ ‬وبأولوية‭ ‬تكون‭ ‬لهم،‭ ‬خلافا‭ ‬للأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬ومكان‭.‬

كما‭ ‬نأمل‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬الاقتراحات‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬المتقاعدين،‭ ‬كالبطاقة‭ ‬التموينية،‭ ‬وتخفيض‭ ‬الرسوم‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأسعار‭ ‬تذاكر‭ ‬الطيران،‭ ‬وأولوية‭ ‬الخدمات‭ ‬العلاجية،‭ ‬فبذلك‭ ‬امتنان‭ ‬واستذكار‭ ‬للفضل‭ ‬لهم،‭ ‬وأي‭ ‬فضل؟

المتقاعدون‭ ‬ركيزة‭ ‬مهمة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حولنا‭ ‬اليوم،‭ ‬وبناؤهم‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬تحولات‭ ‬صعبة،‭ ‬وقاسية‭ ‬ومريرة،‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬العمل‭ ‬مرا‭ ‬ومنهكا‭ ‬وصعبا،‭ ‬ولقمة‭ ‬العيش‭ ‬لا‭ ‬تؤخذ‭ ‬“بالساهل”،‭ ‬لكنهم‭ ‬صبروا‭ ‬وحققوا‭ ‬المستحيل،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

المتقاعدون‭ ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬ولن‭ ‬ننسى‭ ‬وفاءهم،‭ ‬وسنظل‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬حتى‭ ‬النهايات،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬