من جديد

الإعلام بعمق الفاهمين

| د. سمر الأبيوكي

يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬مهنة‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬مهنة‭ ‬له،‭ ‬وأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬أساسه‭ ‬على‭ ‬الشكل‭ ‬الجميل‭ ‬والعلاقات،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ (‬الأتوكيو‭) ‬بالنسبة‭ ‬للمذيعين‭ ‬والمذيعات،‭ ‬والحقيقة‭ ‬مختلفة‭ ‬كليا‭ ‬عما‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬للجمهور،‭ ‬فالإعلام‭ ‬مهنة‭ ‬محنكة‭ ‬وفيها‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬والسياسة‭ ‬التي‭ ‬تحتم‭ ‬عليك‭ ‬اختيار‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬للتحدث‭ ‬والصمت،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬فن‭ ‬الإعلام‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬قريب‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬لعبة‭ ‬الشطرنج،‭ ‬فالتنقلات‭ ‬فيها‭ ‬محسوبة،‭ ‬ولا‭ ‬تحتمل‭ ‬الخسارة‭ ‬أو‭ ‬التأويل،‭ ‬الإعلام‭ ‬مهم‭ ‬لصناعة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتوجيهه‭ ‬وبث‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والرضا‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬الإعلام‭ ‬لعبة‭ ‬كبيرة‭ ‬يشتت‭ ‬بوقها‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬الكثير،‭ ‬ويلفت‭ ‬الأنظار‭ ‬للكثير،‭ ‬فالإعلام‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين‭ ‬في‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وأحزن‭ ‬كثيرا‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬ألمس‭ ‬تقديرا‭ ‬لهذه‭ ‬المهنة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬أصولها‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬وسيلة،‭ ‬وهي‭ ‬فن‭ ‬التخاطب‭ ‬واللسانيات،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬وليدة‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭ ‬وصناعته،‭ ‬خلقها‭ ‬لحاجته‭ ‬إليها‭ ‬كحاجته‭ ‬للمأكل‭ ‬والمشرب‭ ‬والمسكن‭.‬

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تنمو‭ ‬عند‭ ‬الكثيرين،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات،‭ ‬فكرة‭ ‬حقيقية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬أصله‭ ‬بعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬القشور‭ ‬الظاهرة،‭ ‬فالإعلام‭ ‬وحده‭ ‬استطاع‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬أن‭ ‬يعلمنا‭ ‬أهمية‭ ‬بقية‭ ‬العلوم‭ ‬وحاجة‭ ‬المجتمعات‭ ‬له‭. ‬

 

ومضة

حتى‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الإعلام‭ ‬الحديث،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬للإعلام‭ ‬هيبة‭ ‬وحضور‭ ‬وكلمات‭ ‬مدروسة‭ ‬ومواقف‭ ‬واضحة،‭ ‬ونحن‭ - ‬الإعلاميين‭ - ‬نحزن‭ ‬حين‭ ‬يطلق‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬على‭ ‬عارض‭ ‬للأزياء‭ ‬أو‭ ‬مشهور‭ ‬ما،‭ ‬مع‭ ‬احترامنا‭ ‬لكل‭ ‬المهن،‭ ‬لكن‭ ‬مهنة‭ ‬الإعلام‭ ‬دوما‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬وتقدير‭.. ‬فتحية‭ ‬إجلال‭ ‬واحترام‭ ‬لكل‭ ‬إعلامي‭ ‬فهم‭ ‬اللعبة‭ ‬ودرسها‭ ‬وفاد‭ ‬بلده‭ ‬ومجتمعه‭ ‬ووطنه‭.‬