ومضة قلم

أيّها النائب.. افعل شيئاً لناخبيك

| محمد المحفوظ

لا‭ ‬نود‭ ‬إعادة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تنكر‭ ‬النواب‭ ‬لوعودهم،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬مفروغ‭ ‬منه،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬مجد،‭ ‬ربما‭ ‬يتذكر‭ ‬أحدهم‭ ‬أنّ‭ ‬عليه‭ ‬التزاما‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وواجبا‭ ‬نيابيّا‭ ‬تجاه‭ ‬أبناء‭ ‬منطقته،‭ ‬فيطلق‭ ‬تصريحا‭ ‬صحافيا‭ ‬دعائيا‭ ‬يدغدغ‭ ‬مشاعر‭ ‬المواطن‭.. ‬إنهم‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬يتذكرون‭ ‬من‭ ‬انتخبوهم‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يحين‭ ‬موسم‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات،‭ ‬فيحاول‭ ‬أحدهم‭ ‬تقديم‭ ‬سؤال‭ ‬برلماني‭ ‬حول‭ ‬افتقار‭ ‬أبناء‭ ‬دائرته‭ ‬لأية‭ ‬خدمات،‭ ‬ثم‭ ‬يعاود‭ ‬الصمت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬وفي‭ ‬محاولة‭ ‬مكشوفة‭ ‬لتهربهم‭ ‬من‭ ‬التزاماتهم،‭ ‬يواجهون‭ ‬تهربهم‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬مهمة‭ ‬النائب‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البرلماني‭ ‬فقط‭!‬

مواطنو‭ ‬الدائرة‭ ‬الخامسة‭ ‬بالشمالية‭ ‬ليسوا‭ ‬استثناء‭ ‬عن‭ ‬الآخرين،‭ ‬فقد‭ ‬بحت‭ ‬حناجرهم‭ ‬بالرجاء‭ ‬والإلحاح‭ ‬للاتصال‭ ‬والاستماع‭ ‬لشكاواهم،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬فالمشاهد‭ ‬عمليا‭ ‬فقط‭ ‬النشاط‭ ‬الإعلاميّ‭ ‬المحموم‭ ‬الذي‭ ‬يبديه‭ ‬في‭ ‬الندوات‭ ‬والبيانات‭ ‬المطالبة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬وهذه‭ ‬باعتقاده‭ ‬شهادة‭ ‬لتكريس‭ ‬حضوره،‭ ‬لكنها‭ ‬تعزز‭ ‬غيابه‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭.‬

السؤال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أبناء‭ ‬الدائرة‭ ‬يعيدون‭ ‬تكراره‭ ‬غير‭ ‬مرة‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتفضل‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬شكاواهم؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يلبي‭ ‬طلب‭ ‬اللقاء‭ ‬المباشر‭ ‬معهم،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬مشروع،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬وعدا‭ ‬قطعه‭ ‬إبان‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية؟‭ ‬والسؤال‭ ‬الأكثر‭ ‬فداحة‭ ‬ما‭ ‬الجدوى‭ ‬من‭ ‬افتتاح‭ ‬مكتب‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭ ‬غير‭ ‬متواجد‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان؟

إنّ‭ ‬القول‭ ‬عن‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬إنها‭ ‬شخصيّة‭ ‬محض‭ ‬قول‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬للحقيقة‭ ‬بأدنى‭ ‬صلة،‭ ‬فالذي‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬الذهن‭ ‬أنّ‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬قضايا‭ ‬معطلة‭ ‬لسنوات‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬النائب‭ ‬العمل‭ ‬بما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬برلماني‭ ‬لحلحلتها‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬آخرون،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فقط‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مشروع‭ ‬إسكانيّ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬والمثال‭ ‬الآخر‭ ‬أنّ‭ ‬النادي‭ ‬يفتقر‭ ‬لصالة‭ ‬رياضية‭ ‬متعددة‭ ‬الأغراض‭ ‬بات‭ ‬إنشاؤها‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬وهنا‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يبذل‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭ ‬جهده‭ ‬لكن‭ ‬المؤسف‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭.‬