فجر جديد

هموم الصحافيين

| إبراهيم النهام

تحركات‭ ‬مهمة‭ ‬ومشكورة‭ ‬لإدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين،‭ ‬منذ‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬لإعلان‭ ‬نتائج‭ ‬أسماء‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديد،‭ ‬والذين‭ ‬بادروا‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بمهماتهم‭ ‬ومسؤولياتهم‭ ‬تجاه‭ ‬الجسم‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوجاع‭ ‬والآلام‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الصحف،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬عيسى‭ ‬الشايجي‭ ‬أن‭ ‬ذكرها‭ ‬بوضوح‭ ‬وتفصيل‭ ‬تام‭ ‬مسبقاً،‭ ‬أشير‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصحافيين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضغوطات‭ ‬الحياة‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬الجمة،‭ ‬أسوة‭ ‬بغيرهم،‭ ‬لكن‭ ‬الكثيرين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ذلك‭.‬

هناك‭ ‬خلط‭ ‬واضح‭ ‬بين‭ ‬شهرة‭ ‬الصحافي‭ ‬ومكانته‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومعرفة‭ ‬الناس‭ ‬به،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬مدخوله‭ ‬الشهري،‭ ‬ومسؤولياته‭ ‬المالية‭ ‬والأسرية،‭ ‬وأولويات‭ ‬الحياة‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬ينظر‭ ‬له‭ ‬بالغالب‭ ‬بأنه‭ ‬مقتدر‭ ‬جدا‭ ‬و”مرتاح”،‭ ‬وميسور‭ ‬الحال،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬يخالف‭ ‬ذلك‭ ‬تماما،‭ ‬فالصحافي‭ ‬ليس‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع،‭ ‬لا‭ ‬بالهموم،‭ ‬ولا‭ ‬الأعباء‭ ‬العائلية،‭ ‬ولا‭ ‬مطالبات‭ ‬الأولاد،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬عدة‭ ‬يضرب‭ ‬الأخماس‭ ‬بالأسداس،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬حلاً‭ ‬يذكر‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬وتلك‭ ‬المعضلة‭.‬

الصحافيون‭ ‬بالمجمل،‭ ‬ولمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف،‭ ‬رواتبهم‭ ‬متوسطة،‭ ‬ولا‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬رواتب‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬ومزاياه‭ ‬في‭ ‬شيء،‭ ‬كما‭ ‬يحملون‭ ‬–‭ ‬بالمقابل‭ - ‬هموم‭ ‬المجتمع‭ ‬والناس،‭ ‬فينصتون‭ ‬لهذا‭ ‬وذاك‭ ‬باهتمام‭ ‬وصبر،‭ ‬ثم‭ ‬يفردون‭ ‬تلك‭ ‬الوقائع‭ ‬بأقلامهم،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬الوصول‭ ‬لبصيص‭ ‬حل،‭ ‬أو‭ ‬واقع‭ ‬جديد‭.‬

كما‭ ‬يقوم‭ ‬الصحافي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬بدور‭ ‬النائب‭ ‬أو‭ ‬العضو‭ ‬البلدي،‭ ‬أو‭ ‬الموظف‭ ‬الحكومي،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬فاعل‭ ‬الخير‭ ‬نفسه،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة،‭ ‬وبمهمات‭ ‬تتخطى‭ ‬نقل‭ ‬مطالب‭ ‬الناس‭ ‬عبر‭ ‬أوراق‭ ‬الصحيفة،‭ ‬بتقديم‭ ‬الحلول‭ ‬لهم،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬وذاك‭ ‬المسؤول،‭ ‬لأجلهم،‭ ‬ولأجل‭ ‬الخروج‭ ‬بحلول‭ ‬ترضيهم‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المنهك،‭ ‬يشعر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصحافيين،‭ ‬بأن‭ ‬وظائفهم‭ ‬مهددة‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الراهنة،‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬الإعلاني‭ ‬وعلى‭ ‬مداخيل‭ ‬الصحف‭ ‬المهمة،‭ ‬ووضعت‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬ومن‭ ‬فيها‭ ‬بوضع‭ ‬لا‭ ‬يحسدون‭ ‬عليه‭.‬

إننا‭ ‬نتأمل‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهما‭ ‬موقف‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬الصحف‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬مواقف‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬إضافة‭ ‬لدورها‭ ‬التنويري‭ ‬والتثقيفي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتوعية‭ ‬الناس،‭ ‬ونقل‭ ‬المعلومة‭ ‬الصادقة‭ ‬لهم،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬