تفشي الفقر المدقع في إيران (2)

| عبدالرحمن مهابادي

في‭ ‬إيران،‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬التضخم‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬لـ‭ ‬45‭ % ‬نشهد‭ ‬بطالة‭ ‬ملايين‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانهم‭ ‬حتى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬ضئيل،‭ ‬ويقول‭ ‬التقرير‭ ‬الحكومي‭ ‬“رغم‭ ‬إعلان‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الإغاثة‭ ‬مؤخرا‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬33‭ % ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬26‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬حوالي‭ ‬48‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬أي‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬أسرة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يظهر‭ ‬عمق‭ ‬الفقر‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬البلاد”‭.‬

ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬حكومة‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬سريعة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأخطر‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬هي‭ ‬أزمة‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الميزانية،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬وزارة‭ ‬الخزانة‭ ‬إنه‭ ‬“في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأربعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬24‭.‬5‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬الخزانة،‭ ‬أي‭ ‬طباعة‭ ‬النقود‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي”،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬11‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬تومان‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬والمنتجات‭ ‬البترولية،‭ ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬9‭ % ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتلك‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية”‭ (‬اقتصاد‭ ‬أونلاين‭ - ‬29‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭).‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬تم‭ ‬بيع‭ ‬5000‭ ‬مليار‭ ‬تومان‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفشلت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬حوالي‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬مليار‭ ‬تومان‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية،‭ ‬والحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬وضع‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فلن‭ ‬نخرج‭ ‬إلا‭ ‬بالحيرة‭ ‬والارتباك‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرجة‭ ‬للغاية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭ ‬قريبا‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬الغليان‭.‬

إن‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭ ‬الملتهب‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬تحول‭ ‬كبير،‭ ‬فلم‭ ‬يبق‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للتسامح‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬المميتة‭ ‬المستمرة،‭ ‬يُذبح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬كورونا‭ ‬خامنئي‭ ‬وفتواه‭ ‬التي‭ ‬تحظر‭ ‬اللقاح‭ ‬وذلك‭ ‬لقمع‭ ‬الانتفاضة،‭ ‬ويجتاح‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬قطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬التضخم‭ ‬والبطالة‭ ‬والركود‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬الاقتصاد‭.‬

وعليه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬إلا‭ ‬تغيير‭ ‬جذري،‭ ‬والطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يصر‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬على‭ ‬تحقيقه‭ ‬هو‭ ‬استهداف‭ ‬خامنئي‭ ‬نفسه‭ ‬ونظامه‭ ‬لإنهاء‭ ‬معاناتهم‭ ‬وأزماتهم‭. ‬“مجاهدين”‭.‬