من عاشوراء 2021 إلى عاشوراء 2022: وقفة مراجعة

| عادل عيسى المرزوق

من‭ ‬الأمور‭ ‬ذات‭ ‬المستوى‭ ‬الحضاري‭ ‬الراقي‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إخضاع‭ ‬المراحل‭ ‬المهم‭ ‬للتقييم‭ ‬والمراجعة‭ ‬وتحديد‭ ‬جوانب‭ ‬التقصير‭ ‬وتلافيها‭ ‬وتنمية‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية،‭ ‬لهذا،‭ ‬هنا‭ ‬وقفة‭ ‬مراجعة‭ ‬مهمة‭ ‬لما‭ ‬شهدناه‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬2021،‭ ‬وبالتأكيد،‭ ‬ما‭ ‬يخضع‭ ‬اليوم‭ ‬للتقييم‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أثره‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬عاشوراء‭ ‬2022‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وبسلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬وقد‭ ‬انقضت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

ومن‭ ‬قاعدة‭ ‬“من‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الله”،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬دواعي‭ ‬السرور‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬رؤساء‭ ‬المآتم‭ ‬والحسينيات‭ ‬والمواكب‭ ‬من‭ ‬عرفان‭ ‬وشكر‭ ‬وتقدير‭ ‬إلى‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لمنظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التي‭ ‬أنجحت‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬وبلغت‭ ‬به‭ ‬أعلى‭ ‬مؤشرات‭ ‬النجاح،‭. ‬والواقع‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬يجسد‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬حضارية‭ ‬راسخة‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬عظيمة‭ ‬جليلة‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬المسلمين،‭ ‬ولها‭ ‬رسوخها‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

وليسمح‭ ‬لي‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬أن‭ ‬أضيء‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬الموسم‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مع‭ ‬المحافظين‭ ‬والمديرين‭ ‬العامين‭ ‬لمديريات‭ ‬الشرطة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬حري‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نتأملها‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬التقييم‭ ‬العام،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬فمعالي‭ ‬الوزير‭ ‬اطمأن‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭ ‬رئيسة‭ ‬منها‭:‬

مستوى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المقررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭.‬

دور‭ ‬التواصل‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الوزارة‭ ‬والتواجد‭ ‬الميداني‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬والرسمية‭ ‬طوال‭ ‬الموسم،‭ ‬هنا،‭ ‬يندرج‭ ‬موضوع‭ ‬المتابعة‭ ‬الميدانية‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الركائز‭ ‬التي‭ ‬أنجحت‭ ‬الموسم‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬تكامل‭ ‬الخدمات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬والتواصل‭ ‬والشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬يضمن‭ ‬أداءً‭ ‬فاعلًا‭.‬

المنهجية‭ ‬الواضحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬ودراسة‭ ‬الخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬الاستباقية،‭ ‬وبالفعل،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬بالجديد‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬لها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بتفردها‭ ‬في‭ ‬ابتكار‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبادرات‭ ‬الخلاقة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭.‬

تثمين‭ ‬الالتزام‭ ‬والتعاون‭ ‬الذي‭ ‬أبداه‭ ‬رؤساء‭ ‬المآتم‭ ‬والقائمون‭ ‬عليها‭ ‬ومرتادوها‭ ‬وأعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬ودور‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الطبي‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬أقرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬وأود‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجماع،‭ ‬أي‭ ‬بتوافق‭ ‬كل‭ ‬الأطراف،‭ ‬أعطى‭ ‬ثماره،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تجاوز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬والعوائق‭ ‬منذ‭ ‬ظهورها‭ ‬وحلها‭ ‬ليستمر‭ ‬الموسم‭ ‬بكل‭ ‬أمان‭ ‬وسلاسة‭ ‬وطمأنينة‭.‬

الخلاصة،‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬تقييم‭ ‬للمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والدينية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬تبرز‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬دقة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنسيق‭ ‬والمتابعة،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬وبالتأكيد،‭ ‬وكما‭ ‬شدد‭ ‬الوزير،‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬الأداء‭ ‬وتحديث‭ ‬آليات‭ ‬العمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬تعزيزًا‭ ‬وحفاظًا‭ ‬على‭ ‬المكتسبات،‭ ‬ولهذا‭ ‬نقول‭ ‬للجميع‭: ‬بوركت‭ ‬جهودكم‭ ‬ووفقكم‭ ‬الله‭ ‬وأنجح‭ ‬كل‭ ‬المساعي‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭.‬