تفشي الفقر المدقع في إيران

| عبدالرحمن مهابادي

بعد‭ ‬تقديم‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لرئيسي،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬أو‭ ‬خطة‭ ‬محددة‭ ‬لنمو‭ ‬البلاد‭ ‬وتطورها‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجرد‭ ‬ادعاء‭ ‬لمعارضي‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬فعلي‭ ‬لعصابات‭ ‬حاكمة‭ ‬على‭ ‬آبار‭ ‬ومقدرات‭ ‬النفط‭ ‬ومنشآت‭ ‬التعدين‭ ‬والمنشآت‭ ‬المصرفية‭ ‬التي‭ ‬تغلق‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بحجة‭ ‬الإصلاح‭.‬

وحقق‭ ‬دعاة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المقاوم‭ ‬ثروات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬العقوبات،‭ ‬وهيمنوا‭ ‬على‭ ‬مفاتيح‭ ‬أهم‭ ‬خزائن‭ ‬الدولة‭ ‬واحتياطياتها‭ ‬الجارية،‭ ‬متجاهلين‭ ‬آليات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدولي،‭ ‬كما‭ ‬تجاهلوا‭ ‬الاتجاهات‭ ‬التقليدية‭ ‬للنمو‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭. ‬لقد‭ ‬صنعوا‭ ‬تركيبة‭ ‬خاصة‭ ‬بهم،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يرى‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬رئيسي‭ ‬أنه‭ ‬“في‭ ‬سياق‭ ‬العقوبات‭ ‬فإن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مطالب‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬“فاتف”‭ ‬سيجعل‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للبلد‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة”‭. (‬موقع‭ ‬ألف‭ - ‬13‭ ‬مارس‭ ‬2021‭).‬

كما‭ ‬جيء‭ ‬برضا‭ ‬فاطمي‭ ‬على‭ ‬رئيسي‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬“مؤسسة‭ ‬العتبة‭ ‬الرضوية‭ ‬الاستثمارية‭ ‬وإدارة‭ ‬الاستثمار‭ ‬والشراكات‭ ‬التابعة‭ ‬للعتبة”‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬ليعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬الخليط،‭ ‬أو‭ ‬حجة‭ ‬الله‭ ‬عبدالملكي‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬خامنئي‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬لجنة‭ ‬إغاثة‭ ‬خميني‭ ‬ومجلس‭ ‬فقه‭ ‬التأمين‭ ‬المركزي‭. ‬وهذا‭ ‬أيضا‭ ‬جاء‭ ‬بحل‭ ‬لأزمة‭ ‬البطالة‭ ‬والمعيشة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬أسرة‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬والفقراء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحايل‭ ‬سرا‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية‭! ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬حلوله‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬ومن‭ ‬عبدالملكي‭ ‬إلى‭ ‬مسعود‭ ‬مير‭ ‬كاظمي‭ ‬ومحسن‭ ‬رضائي‭ ‬ذوي‭ ‬المكانة‭ ‬والسوابق‭ ‬والسجلات‭ ‬المعروفة‭.‬

وقام‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭ ‬بتوسيع‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬وجود‭ ‬ولا‭ ‬أثر‭ ‬للطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ما‭ ‬أوجد‭ ‬مجتمعا‭ ‬ثنائي‭ ‬التكوين‭ ‬بعد‭ ‬فقدان‭ ‬إحدى‭ ‬طبقاته‭ ‬المهمة‭.  ‬“‭ ‬دقق‭ ‬مركز‭ ‬الإحصاء‭ ‬المعامل‭ ‬الجيني‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وبحسب‭ ‬تقريره‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬دلل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬طبقات‭ ‬المجتمع‭ ‬هي‭ ‬لصالح‭ ‬الأغنياء،‭ ‬وبعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬أصبح‭ ‬الأغنياء‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬أكثر‭ ‬ثراء‭ ‬وأصبح‭ ‬الفقراء‭ ‬أكثر‭ ‬فقرا”‭. (‬“اعتماد”‭- ‬1‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭)‬،‭ ‬ويضيف‭ ‬التقرير‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬فقر‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬التكاليف‭ ‬المدمرة‭ ‬لعلاج‭ ‬مرض‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬أغرق‭ ‬غالبية‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬هاوية‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع‭. ‬“مجاهدين”‭.‬