مبادئ الخمسين... خارطة طريق إماراتية

| يوسف الحداد

قدمت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وبشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلانها‭ ‬وثيقة‭ ‬“مبادئ‭ ‬الخمسين”‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وطموحة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬استشرفت‭ ‬المستقبل‭ ‬للخمسين‭ ‬سنة‭ ‬المقبلة،‭ ‬فكانت‭ ‬بمثابة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬ترسخ‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬نهجها‭ ‬التنموي‭ ‬والحضاري،‭ ‬وتحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬وطموحاتها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬فحواها‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬وطن‭ ‬الصدارة،‭ ‬ومكان‭ ‬الإنجاز،‭ ‬ورمز‭ ‬التنمية،‭ ‬وعنوان‭ ‬الانفتاح‭.‬

لقد‭ ‬شملت‭ ‬وثيقة‭ ‬مشاريع‭ ‬الخمسين‭ ‬مسار‭ ‬الدولة‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الـ‭ ‬50‭ ‬المقبلة،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬مبادئ،‭ ‬أبرزها‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬الرئيسية‭ ‬الكبرى‭ ‬ستبقى‭ ‬تقوية‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وأن‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬الدعوة‭ ‬للسلم‭ ‬والسلام‭ ‬لحل‭ ‬كل‭ ‬الخلافات،‭ ‬وأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬السياسي‭ ‬مع‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يُبرر‭ ‬رفض‭ ‬إغاثتها‭ ‬في‭ ‬الكوارث‭ ‬والطوارئ‭ ‬والأزمات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬ستبقى‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتسامح،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬الوثيقة‭ ‬أن‭ ‬“التفوق‭ ‬الرقمي‭ ‬والتقني‭ ‬والعلمي‭ ‬سيرسم‭ ‬حدودنا‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وأن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وجهة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واحدة‭ ‬ووجهة‭ ‬سياحية‭ ‬واحدة‭ ‬ووجهة‭ ‬صناعية‭ ‬واحدة،‭ ‬وأن‭ ‬تطوير‭ ‬علاقات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬إيجابية‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أولويات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للدولة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬واستقطاب‭ ‬المواهب‭ ‬الرهان‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬تفوق‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وأن‭ ‬هدف‭ ‬السياسة‭ ‬هو‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وهدف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬أفضل‭ ‬حياة‭ ‬لشعب‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وأن‭ ‬التركيز‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬أفضل‭ ‬وأنشط‭ ‬بالعالم”‭.‬

جاءت‭ ‬وثيقة‭ ‬“مبادئ‭ ‬الخمسين”‭ ‬بمبادئها‭ ‬العشر‭ ‬شاملة‭ ‬وعميقة‭ ‬واستشرافية‭ ‬بهدف‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬2071،‭ ‬ودعم‭ ‬التجربة‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬ستواصل‭ ‬الدولة‭ ‬بمختلف‭ ‬أجهزتها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬تنافسي‭ ‬مستدام،‭ ‬وتسخير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬والطاقات‭ ‬الفنية‭ ‬والبشرية‭ ‬لخلق‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬سعادة‭ ‬وازدهاراً،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬إننا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الخمسين‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬طاقات‭ ‬التفاؤل‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬صدورنا‭ ‬جميعاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وثيقة‭ ‬مبادئ‭ ‬الخمسين،‭ ‬مؤكداً‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬“جذورها‭ ‬عربية،‭ ‬وانتماؤها‭ ‬خليجي،‭ ‬لكنها‭ ‬دولة‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬تنافسيتها‭ ‬وريادتها‭ ‬وسياساتها‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬التجارب”،‭ ‬نعم‭ ‬نحن‭ ‬نثق‭ ‬بأن‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬أيد‭ ‬أمينة،‭ ‬ونثق‭ ‬بحكمة‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬رهاننا‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬ومشرق،‭ ‬فلنفرح‭ ‬بماضينا،‭ ‬ونسعد‭ ‬بحاضرنا،‭ ‬ونتفاءل‭ ‬بمستقبلنا‭.‬