فحص المركبات أصبح هاجسا مخيفا

| زهير توفيقي

موضوع‭ ‬فحص‭ ‬المركبات‭ ‬أصبح‭ ‬هاجسا‭ ‬مخيفا‭ ‬وحديث‭ ‬الساعة،‭ ‬بل‭ ‬أسميه‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الجميع،‭ ‬فالكل‭ ‬يعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬المركبات‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بسبب‭ ‬التسهيلات‭ ‬الممنوحة‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتوافر‭ ‬المركبات‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬التركيبة‭ ‬السكانية‭ ‬ووجود‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬افتقادنا‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬يحدد‭ ‬العمر‭ ‬الزمني‭ ‬للمركبات‭... ‬هذه‭ ‬كلها‭ ‬أسباب‭ ‬رئيسة‭ ‬وجوهرية‭ ‬ومنطقية‭ ‬جدًا‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تأثر‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬فحسب،‭ ‬وهذه‭ ‬الخدمات‭ ‬تقدم‭ ‬للجميع‭ ‬ولا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والوافد‭.‬

شخصيًا‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تأكدت‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬عندما‭ ‬يحين‭ ‬موعد‭ ‬فحص‭ ‬المركبات‭ ‬التي‭ ‬أملكها،‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الفحص‭ ‬الفني‭ ‬الخاصة‭ ‬والمعتمدة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المرور،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يكلفني‭ ‬ضعف‭ ‬الرسوم‭ ‬المفروضة‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬قليلة‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المرور،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وبحكم‭ ‬ظروفهم‭ ‬المادية‭ ‬الصعبة‭ ‬يفضلون‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬المرور،‭ ‬وذلك‭ ‬لتوفير‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬5‭ ‬دنانير‭! ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬الخاصة‭ ‬تفرض‭ ‬رسومًا‭ ‬قدرها‭ ‬10‭.‬5‭ ‬دنانير‭. ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭.. ‬لماذا‭ ‬يتم‭ ‬احتساب‭ ‬نفس‭ ‬الرسوم‭ ‬“مرتين”‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تفشل‭ ‬المركبة‭ ‬عند‭ ‬الفحص؟‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬تفرض‭ ‬رسومًا‭ ‬عند‭ ‬تصحيح‭ ‬الخلل‭ ‬والرجوع‭ ‬لأخذ‭ ‬الموافقة‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬بإجراءات‭ ‬تجديد‭ ‬المركبة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬تغير‭ ‬وأصبحت‭ ‬تفرض‭ ‬الرسوم‭ ‬ذاتها،‭ ‬وبالطبع‭ ‬فإن‭ ‬الإجراء‭ ‬ذاته‭ ‬متبع‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الخاصة‭! ‬وبصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬إلغاء‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬إصلاح‭ ‬العطل‭ ‬أو‭ ‬الخلل‭ ‬حسب‭ ‬التقرير‭ ‬الأول‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬آنفًا‭ ‬فإننا‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬وعاجلة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬وتصحيح‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭.  ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬حلحلة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم‭ ‬المتكررة،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬فكرة‭ ‬إضافة‭ ‬مراكز‭ ‬جديدة‭ ‬للفحص‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬المحافظات‭ ‬الأربع‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭. ‬كما‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وبصفة‭ ‬مستعجلة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬لتحديد‭ ‬العمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬للمركبات‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬